أخبارنا

خراف بلدتنا

منذ زمن ليس ببعيد تعودت  بعض العائلات فى بلدتنا ان تشترى خرافا   صغيرة لتربيتها منذ صغرها على التغذية السليمة والسلوك الحميد  ليستفادوا من لحومها   فى يوم من الايام  ،  وتربي هذه الخراف  فى البيت  او فى بدرومه  بعيدا عن نظر اهل البلدة حتى لا يعرفوا  ماذا يفعلون  فى تربيتهم لهذه الخراف  وحتى لا ترى هذه الخراف  الشارع وترى ما به  فتتمرد فى يوم من الايام على من اشتراها ،  وكانت تربى على السمع والطاعة فى كل شئ  ولا تناقش فى ما يوضع لها من طعام او ما يحدث لها من تغيرات سلوكية .  

وكان اصحاب البيت كل فترة من الزمن يظهروا  بعض الخراف  حتى يقولوا اننا موجودون مثل باقى البلدة وانا خرافنا  من احسن الخراف الموجوده فى البلدة  ، ولكن في  كل مرة يخرج فيها الخراف  الى النور لا يستطيعوا التعامل  مع اهل البلدة لانهم دائما ما  تربوا فى الظلام وعملوا به  وأطاعوا من غير فكر ولا مناقشة     وكانت هذه العائلات تضع اعينها دائما على هذه الخراف  حتى لا تتمرد عليها فى يوم من الايام ،  وكان اهل البلدة لا يعاملوهم على انهم خراف  متعودين على الضرب على ظهورهم حتى يطيعوا امر سيدهم ولكنهم عاملوهم مثلهم فى كل شئ فى اكلهم وشربهم وخروجهم واحتفلاتهم .

 وكبرت الخراف سريعا واصبح لها شخصية فى الدار وتتحكم فى كل شئ  بحكم موت صاحب الدار وعزوف اولاده المخلصين عن الاهتمام بالدار وأصبحت الخراف  هى التى تتحكم في كل شيئ ، وكانوا منظمين جدا بحكم تربيتهم على السمع والطاعة وكانوا يوقرون كبيرهم فى كافة شئ ،  فأصبح هذا الخروف الكبير هو مرشدهم فى كافة امورهم  لانه معهم من زمن  ، ويعلم الكثير عن خباياهم وكل هذا فى غيبة اصحاب الدار الحقيقين  الذين لو يعلموا منذ البداية  ان هؤلاء الخراف  هم  من سيتحكموا فى مصير الدار ،  لكانوا ذبحوهم وأرتاحوا منهم ومن مشاكلهم التى بدأت تظهر عندما بدأ يفوق أصحاب الدار الحقيقين وبدأوا الرجوع  الى دارهم ؟ وانما بعد ماذا ،  بعدما استولت  الخراف على الدار . واشتد الصراع بينهم وبين اصحاب الدار ، وكل منهم مستعد للتضحية بحياته من اجل الدار  .

بقلم - ولاءالدين بدوى

AHMED

ليست هناك تعليقات