أخبارنا

القومية المصرية.. هل سوف يطبقها الرئيس مرسي؟!

عظيم جداً أن توجد في أسرة أو مجتمع يحيطه الحنان، الدفء، الطمأنينة والأمن والأمان. وأن تعيش حر بدون قيود تفرض عليك وتجرحك، وتمل من كثرة هذه القيود المفروضة عليك.

لكن عليك أيضاً متطلبات، لابد أن تقوم بها تجاه نفسك ومجتمعك.لقد عشت في زمن الراحل (جمال عبدالناصر)، ولمست فيه كيف كان يريد أن ينشأ قومية عربية متوحدة، تشملها وتحيطها لغة واحدة، أهداف واحدة، ورعاية معنوية مُرضية.بالفعل نجح عبدالناصر (مع حفظ الألقاب) في أن يحقق (القومية العربية)، بين مصر وسوريا، ليس فقط هاتان البلدان، بل كان ينادي بوحدة عربية شاملة. لكنه نجح في النهاية في لم شمل العرب ووحدهم في عهده.

هكذا يكون القائد والزعيم الذي يجمع الخصائص الإنسانية من طيبة، لطف، إنسانية ورحمة.إن مفهوم القائد العام، هو الذي ينجح في تحقيق أهدافه ويحافظ على شعبه ويجعله وحدة واحدة متماسكة، تتطلب الحكمة، وروح الخدمة.فلابد من القائد الناجح أن يشارك الأخطار والمشقات التي يواجهها مثل الأمور التي يصعب تحملها.

وأن ينجح في الدخول إلى أعماق نفوس شعبه. وأن يتعايش ويعيش معهم، يحس بألمهم وأوجاعهم.وأذكر في غزوة بدر عندما أخذ سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) مشورة الآخرين والعمل بها، وساعده على ذلك إتخاذ قرارات استراتيجية حكيمة ومساندة.إن القومية هي لم الشمل على أن تتوحد الصفوف بلغتها، ثقافتها، تاريخها، جغرافيتها، مصالحها، وديانتها المختلفة، سواء كانت ديانة مسلمة أو غير ذلك.هل سوف ينجح الرئيس مرسي في أن يوحد صفوف الشعب؟ ويطبق القومية العربية، أقصد القومية (المصرية - المصرية).

نعم لابد لنا الآن يا سيادة الرئيس مرسي أن تحتضن أولادك بجميع جنسهم ودياناتهم وأطيافهم، وأن يشملهم العطف والحنان، والأبوة الحقيقية التي تفرض على كل أب مسؤول وراعي عن أسرته ووطنه.أعلم جيداً أن الحِمْل ثقيل عليك، لكنه أعلم جيداً أن المشورة والنصح من الأخرين، سوف يجعل إتخاذ قراراتكم في سبيل المواطن المكافح، المغلوب على أمره في هذا المكان والتوقيت، سوف تكون قرارات ناجحة.

يقول المستشرق الكندي الدكتور زويمر عن جمع صفات الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، التي من أبرزها القيادة والجرأة إلى جانب كونه رجل فكر وإصلاح، يقول: (أن محمداً كان، ومايزال من أعظم القادة المسلمين الدينين، ويصدق عليه القول أيضاً أنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً.يا سيادة الرئيس.. أعلم جيداً، أن نجاح أي قائد أو رئيس هو الاهتمام بالطبقات الفقيرة الكادحة التي تملك قوت يومها وأحلك الظروف والأزمات التي يعيشها.هؤلاء الفقراء والمساكين، والعمال الغلابة هم أساس النجاح، هم الذين يعانون على الأرض منذ أزمنة قديمة، ولم ينجح أي أحد في أن يرفع عنهم المعاناة والفقر. 

ومازالوا يعانونه وهم محلك سر.يا سيادة الرئيس .. لقد انتابني حُكم الخليفة الراحل عمر بن عبدالعزيز (رضى الله عنه وارضاه)، حينما بدأ في حكمه للخلافة بالطبقات الفقيرة الكادحة، حتى في عهده لم يكن هناك فقير واحد، وتشهد له الأمة الإسلامية بذلك.

ويعلم الجميع ماذا فعل بشعبه حينذاك، رحمك الله يا خليفة المسلمين.أتمنى يا سيادة الرئيس.. مع كل الاحترام والتقدير لشخصكم أن يكون همكم الأول والأكبر هو تطبيق وتنفيذ القومية العربية، عفواً أقصد القومية (المصرية - المصرية) التي تحمل في جعبتها معاني وأشياء جميلة، والإيديولوجيات التي تحمل أفكار تتبنى النظريات والفرضيات التي تتلاءم مع العمليات العقلية لشعبنا ومجتمعنا العظيم، في سبيل النهوض بمصرنا الحبيبة.يا سيادة الرئيس.. اتمنى لو تتوحد الصفوف، وأن تتوافر الثقة مع جميع أطياف الشعب ومعارضيه.

إن مصر تتألم، تريد من يداويها ويلم جروحها المبعثرة في جميع أركانها وأنحائها، ولن يداويها أحد إلاّ نحن المصريين، كفى ما هي فيه.عاشت مصر للمصريين وأشقائها أجمع.. وحفظها الله من كل الحاقدين والمتربصين بها. حماك الله يا مصربقلم: محمد شوارب

كاتب حر

 mohsay64@gmail.com


AHMED

ليست هناك تعليقات