أخبارنا

عن فليسوف الوطن عبدالمنعم سعيد وتونس والأهرام

23 يناير 2011
بقلم - محمد شعبان (صحفى مصرى)

بكل سخرية واستهزاء نظرت لمقالة عبد المنعم سعيد في عدد اليوم من الأهرام الثلاثاء 17 يناير 2011والمعنونة " مأزق الدولة العربية المعاصرة" سبب السخرية ليس للنتيجة التي توصل إليها سعيد من عدم إمكانية تكرار تجربة الثورة التونسية في مصر لأنني أرجح ذلك وان كنت لا أستطيع أن احكم باستحالته.

لكن سبب السخرية يعود لعدة أسباب تتعلق بما ورد في المقال وكذا في بنيته فسعيد في أول مقالته يعتذر للقراء عن أكاديمية العنوان لكنه يرى ان هناك أمور لابد من معالجتها أكاديميا وفلسفيا ويستغرق في التأكيد على ذلك حوالي ثلث المكتوب لكن بمجرد ان تفرغ من قراءة الموضوع لن تجد فيه أكاديمية ولا غيره بل عجن سخيف .

وأنت إذن أمام عدة احتمالات إما ان سعيد يريد استعراضا او انه يريد ان يقول لمن يقرا الموضوع انك لو رفضت النتيجة فذلك عيب عندك لأنك لست أكاديميا او فيلسوفا مثل رئيس مجلس إدارة الأهرام او انه لا يعرف ما معنى القراءة الأكاديمية للأحداث السياسية والاجتماعية وان كنت استبعد ذلك او انه يريد أيضا ان يوصل رسالة ما مفادها انه مختلف حتى عن من يتفق معه في النتيجة لانه فيلسوف وأكاديمي.

لكن لماذا افترضت ذلك ؟ ولماذا أثارت هذه المقالة سخريتي؟ الأمر ببساطة لأنك بعد وصلة الأكاديمية تجد ان الرجل فسر ما حدث في تونس بأنه نتيجة ثورة للطبقة الوسطي التي بلغت مستوى معين من النمو الثقافي والتعليمي لم يعد النظام القائم مناسبا لها ولو كتب سعيد مقالته هذه بدون ان يرهبنا بالأكاديمية لقلنا انها وجهة نظر تقبل او ترفض لكن لانه ارهبنا بانها تحمل وجهة نظر الفلاسفة والدكاترة والاكاديمين لذلك فسنحاكمه بهذا المعيار .

أصبح من الأمور المستقرة في ميادين العلوم الاجتماعية ان الظواهر الإنسانية لا تفسر بعامل واحد بل عدة عوامل متضافرة ما بين اقتصادية وثقافية واجتماعية وغيرها اما التفسير بالعامل الواحد فقد ولى زمنه ولم يعترف به احد اليوم وهذه هي الأكاديمية ولو سال سعيد الاكاديمي بحق السيد ياسين لعرفه ذلك وأنا اشك ان سعيد لا يعرف ذلك لذا ثورة تونس –من وجهة نظر أكاديمية- نتيجة عدة عوامل والا لو كان ما قاله سعيد صحيحا فلماذا لم تحدث الثورة في دولة مثل سوريا مستوى الطبقة الوسطي هناك يقارب ثقافيا ومعرفيا مثيلتها في تونس ولا يلبي ايضا النظام هناك متطلبات هذه الطبقة لا يمكن ايضا –من الوجهة الأكاديمية- اهمال طبيعة الشعب التونسي.

كذلك لايمكن تجاهل تأثير العوامل الخارجية لكن مؤكد ان سعيد لا يحب ذكر العوامل الخارجية لكن هذه هي الأكاديمية لا ادعي ان املك تفسيرا دقيقا لم حدث لكني متأكد من أي تفسير دقيق وصحيح لن يكون بإرجاع ما حدث لعامل واحد الامر الغريب ايضا في المقال هو لجوء الدكتور عبد المنعم سعيد " الليبرالي" الى تفسير ماركسي بحت قائم على امرين الطبقة المتوسطة والتناقض وهذا الأمر أدهشني جدا فسعيد كان كثير الهجوم والرفض لهذا الفكر الا ان طريقة تفسيره هذه تشبه قراءة الماركسيين –اعداء سعيد الفكريين- للتاريخ طبعا ما كان لسعيد ان يترك هذه الفرصة دون ان يمرر رؤيته النيوليبرالية المتأمركة فبمنتهى الاستهزاء والاستهانة بعقل القارئ–ولن اقول بمنتهى الكذب- يقول " الثوار في تونس لم يختلفوا كثيرا عن الثوار في العراق حول ماذا يفعلون أولا مع النظام القديم" مشيرا في الفقرة السابقة الى ألمعارضه العراقية لنظام صدام والبعث .

ولا ادري هل سقوط العراق وصدام تم على يد ثوار الشعب ام على يد الاحتلال الأمريكي طبعا الأمر لا يحتاج الى ذكاء للربط بين رؤية سعيد المتامركة التي ترى التدخل الأمريكي عمل ثوري وطني لا يختلف عن الرؤية الوطنية النقطة الأخيرة في مقال الدكتور الأكاديمي والذي يقدم نفسه انه منظر محايد لا يخضع للنظام لم يجرؤ ان يقول صراحة ان ما حدث في تونس لا يمكن تكراره في مصر بل قال بالنص " هل قصدنا من هذه الفقرة الأخيرة عقد مقارنة دارت في عقول كثرة, وحاولت أقلية فرضها علي المجتمع المصري والعربي" دون ان يوضح ماهي المقارنة التي أرادت اقلية فرضها على المجتمع المصري والعربي لذلك تأتي الإجابة لتقول " الإجابة هي بوضوح نعم فالكتلة الحرجة من المصريين تختلف اختلافا بينا عن الكتلة الحرجة من التونسيين" الم اقل انه امر مثير للسخرية والقرف لكن هذا ما يفرزه عبد المنعم سعيد على صفحات الأهرام ولا حول ولا قوة الا بالله.
AHMED

هناك تعليق واحد: