ماذا يحدث في قريتنا الصحفية؟!

.....
أن تستقيظ في الصباح كارهاً يومك الجديد لأن نهاره سوف ينقلك من عالم النوم إلى عالم اليقظة الكابوسى، تلك مأساة أعيشها ويعيشها مثلى كثيرون من زملائى الصحفيين في مجلتنا الآن.
أن تذهب إلى مقر العمل الكائن على الكورنيش في بقعة ساحرة تطل على النيل، فلا تحتفل بهذا الجمال وتتردد فى سيرك تتحسب خطواتك وأنت تتوجه نحو بهو المكان تتمنى ألا تري فلانا وفلانا وفلانا من زملائك القدامى والجدد كنت قبل شهور - ليست بالكثيرة - تطالع وجوههم وتصافح عيناك عيونهم في بشر وسرور وبهجة، فصاروا فجأة يكرهونك وتكرههم يتمنون إقصاءك وتتمنى لو لم تكتشف هذا الشعور البغيض بداخلك تجاههم، فتنصرف قبل أن تصعد إلى مكتبك فى مكتفيا بإثبات حضورك ربما من الخارج ، ويصعد آخرون إلى مكاتبهم ليجلسوا، لا يفكرون في البحث عن خبر أو إجراء تحقيق أو كتابة مقال ولكن يضيعوا وقتهم في تقصى أخبار آخر مستجدات الصراع المتفجر المشحون بين الزملاء ورئيس التحرير أو أحد من أعوانه ومتابعة أخبار من انضم إلى فريق رئيس التحرير والفريق الذي ضده ومن وقّع على مذكرة ومن همّ بتقديم بلاغ للنيابة ومن يتوعد من .... ومن... ومن؟! ...
ما هذا القرف الذي صرنا نعيشه؟! ، من تكون هذه السيدة العجوزة التي زارت هذه القرية الصحفية فاغتالت هدوءها وحولته إلى صراع رهيب ( كما صورها الأديب الكبير دورينمات فى مسرحيته الرائعة زيارة السيدة العجوز ) فأخرجت أحقاد الناس وألبتهم على بعضهم البعض واستفزت عروق الكراهية فيهم مركزة على مراكز الشر ، ومفجرة نوازع الحقد والضغينة، لا لشيء إلا الانتقام .
أما السيدة العجوز التى هبطت على مجلتنا فقد فعلت ذلك من أجل خدمة مصالحها وتسخير الصحفيين وتحويلهم إلى صائدي مصادر إعلانية تسقط في النهاية في حِجرها ، حِجر رئيس التحرير الذي لم يعد يهمه من أمر المجلة إلا أن يجمع أكبر مبلغ من المال، ولا تسأل بعد ذلك عن صحافة أو مهنة (هو لا يجيدها بالأساس) وإن كان يسعى بدأب ليسرقها من أصحابها تماماً كما سرق كثيرين في رحلة صعدوه الصاروخية باذلاً تحت أقدام من دفعوه إلى أعلى كل رخيص لأنه ليس لديه غال يقدمه، هو صنف نعرفه جيدا في الصحافة يتصدر دائماً مشاهدها الدرامية حتى تحول إلى نموذج اختزالى للصحفيين فظلم بذلك آلاف الشرفاء الذين تنساهم هذه المهنة قاسية القلب فى دورانها المحموم.
أذكركم أننى لا أتحدث عن شخصية درامية ولكن عن واقع سيء؛ واقع غير إنساني يمكن أن يصادفه كثيرون عندما تلقى الحياة فى طريقهم – مثلي - برئيس عمل عار إلا من موهبة النفاق الرخيص الذي يضر ولا يفيد إلا الفجّار الذين يستحلون أعراض الناس ويهاجمونهم بالباطل فيها، من قبيل تخويفهم وإجبارهم على السكوت عن فسادهم ، هو واحد من الموسومين بالتجسس على زملائهم تقرباً وذلفي للجهات التي تصعّد أمثالهم المطوعين القوانين لفسادهم!!.
عندما يصادفك هذا الصباح مثلي فسوف تضيق خياراتك مثلي في خيارين أو ثلاثة إما الانخراط في الفساد أو الهزيمة والانكسار مجبراً ، لأن الخيار الثالث وهو المقاومة سوف تدفع ثمنه ، وياليت يتوقف هذا الثمن على الخدوش أو الجروح، فهل أنت مستعد مثلي أن تقاوم حتى النهاية ؟! .... فكر لأنني لا أدعوك لمشاهدة فيلم درامي ولكن أدعوك لمقاومة فاسدين من لحم ودم يملكون السلطة والمال الذي يكفي لشراء الذمم والضمائر والكلاب.
Post Comment