أخبارنا

صبر الجمل

5 ديسمبر 2010
بقلم - حسن الزوام (كاتب صحفى ، المقال من مدونة زواميات)

تقول قصة طريفة أن أحد الطلاب رسب فى مادة التعبير أكثر من مرة، حتى استرعى ذلك مدير المدرسة، فإستدعى المدرس لسؤاله عن السبب، فقال: المدرس أن الطالب غير قادر على التركيز فى موضوع التعبير ودائما يخرج عنه.
قال له المدير اعطنى مثال.. فقال المدرس طلبت منه مره كتابة موضوعاً عن فصل الربيع فكتب الطالب الاتى:
"فصل الربيع من اجمل الفصول فى السنة، تكثر فيه المراعى الخضراء مما يتيح للجمل ان يشبع من تلك المراعي، والجمل حيوان برى يصبر على الجوع والعطش اياما، ويستطيع المشى على الرمل بكل سهولة ويسر. يربى البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لاخرى.. والجمل حيوان اليف … الخ.
فقال المدير أن موضوع الربيع قريب من الجمل وارتباطه بالرعى هو ما جعل الطالب يخرج عن الموضوع.. فرد المدرس: طلبت من الطالب ان يكتب عن الصناعات والتقنية فى اليابان .. ففوجئت به يكتب الاتى: "تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات ومنها السيارات، لكن البدو فى تنقلاتهم يعتمدون على الجمل، والجمل حيوان برى يصبر على الجوع والعطش اياما، ويستطيع المشى على الرمل بكل سهولة ويسر. ويربى البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لاخرى.. والجمل حيوان اليف .. الخ.
تعجب المدير وسأل المدرس .. هل هناك موضوع آخر، فقال الأخير كل موضوع يبدأ فيه لنصف سطر ينتهى بصفحات عن الجمل .. حتى أننى طلبت منه موضوعا عن الحاسب الآلى وفوائده، فكتب الطالب الاتى:
الحاسب الآلى جهاز مفيد يكثر فى المدن ولا يوجد عند البدو لأن البدو لديهم (الجمل) والجمل حيوان برى يصبر على الجوع والعطش اياما، ويستطيع المشى على الرمل بكل سهولة ويسر. ويربى البدو الجمل، فهو سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لاخرى.. والجمل حيوان اليف.. إلخ.
ضحك المدير وأخرج من درج مكتبه شكوى أرسلها الطالب لوزير التعليم .. وقال "الأن فهمت" .. وقرأ على المدرس نص الشكوى، والتى يقول فيها الطالب .. سعادة وزير التربية والتعليم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. اقدم لمعاليكم تظلمى هذا وفيه اشتكى مدرس مادة التعبير لأنى صبرت عليه صبر الجمل، والجمل حيوان برى يصبر على الجوع والعطش اياما، ويستطيع المشى على الرمل بكل سهولة ويسر . والجمل حيوان اليف .. الخ .. لذلك آمل من سعادتكم النظر فى تظلمى هذا وظلم المدرس لى مثلما ظُلم الجمل فى عصرنا هذا.
تذكرت تلك الطرفة وأنا استمع الى وقائع المؤتمر الصحفى الذى عقدته قيادات الحزب الوطنى عقب انتهاء الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب .. والتى وصمتها المعارضة بالتزوير وقررت الانسحاب من جولتها الثانية لتترك للحزب الساحة خالية .. وكى تتحول جلسات البرلمان الى إجتماعات للهيئة العليا للحزب الحاكم.
فخلال المؤتمر كانت قيادات الحزب تنهى إجاباتها على أى سؤال بجملة أثيرة تقول أن الانتخابات - الموصومة بالتزوير – أجريت بشفافية ونزاهة وبحيادية من أجهزة الدولة .. وكلما سأل أحد الإعلاميين سؤالا .. كانت الإجابة أن الانتخابات أجريت بشفافية ونزاهة وبحيادية من أجهزة الدولة مع تغيير موضع الجملة والإكسسوارات المرافقة لها .. وكأن تلك القيادات .. حافظة دورها جيدا فى هذا السيناريو .. ولا تريد قول أكثر من أن الانتخابات أجريت بشفافية ونزاهة وبحيادية من أجهزة الدولة .. ولا يهم ما هى معالم تلك النزاهة ولا هذه الشفافية .. ولا أمارة حيادية أجهزة الدولة.
والأن وبعد أن تركت المعارضة للحزب الوطنى "الجمل" بما حمل .. فإن الحزب الذى صار كالإتحاد الإشتركى فى زمن بات مطالبا بعدم الإعتماد على "تحمل الناس" .. لأنهم صبروا عليهم صبر "الجمل" .. والجمل حيوان برى يصبر على الجوع والعطش اياما، ويستطيع المشى على الرمل بكل سهولة ويسر. ويربيه البدو لأنه سفينة الصحراء، فينقل متاعهم ويساعدهم على الترحال من منطقة لاخرى.. والجمل حيوان اليف … الخ.
AHMED

هناك تعليق واحد: