أخبارنا

بيومى عبدالحميد ..قصة قصيرة

21 ديسمبر 2010
بقلم محمود عثمان الراجحي
...الحكاية الاولي من (كازينو مولان روج - مجموعة قصصية)...


إستيقظ الاستاذ بيومي عبد الحميد المفتش بوزارة التموين كعادته مبكراً – كما كان يعتقد ’وأخذ يتلمس طريقه الي الحمام بخطى مثقلة وذهن بالكاد يدرك ما حوله من أثاث وجدران .
وفي رحلته الشاقه احس بوجود كتلة تشغل حيزا من الصاله خمَن انها قد تكون قطعة من الاثاث دفع الملل احد ابنائه الي تغيير محل إقامتها ’ ولكن باغتته تلك الكتله بإلقاء تحية الصباح فوجه إليها نظره ضبابيه اخذت تتضح معالمها حتي تبين له وجه زوجته كريمه – الذي تراكمت عليه تكتلات دهنية وارت معالمه , وعلي غير عادته لم يبادلها التحيه وواصل خطاه المثقله إلي الحمام متسائلا : ما هذا الكائن العجيب القابع في منزله؟!.
لكنه لم يدع عقله يتعمق في هذا التساؤل لأن ما كان يشغله هذا الصباح اكبر من ذاك التساؤل – قد يكون احد التساؤلات ولكنه ليس الوحيد .
وفور إغلاقه باب الحمام وشعوره بالعزله المكانيه تملكه إحساس غريب بالإختناق وبأن علي صدره يجثو جبلا بركانيا ضخما صخوره اليأس والحرمان
وفي طريقه عائدا الي غرفته وقعت عيناه علي ساعه حائطيه معلقه بالجدار المواجه له تشير عقاربها الي ان الساعه قد تخطت العاشره والنصف بثلاث دقائق .
كاد البركان ان ينفث حممه في وجه كريمه لولا ان ترامت الي مسامعه اصوات لقراءة قرآن ما قبل صلاة الجمعه وانه ليس كما كان يظن ان زوجته قد تركته اسيرا للنوم في احد ايام العمل
لحقته كريمه الي الغرفه تحمل علي قدميها ما يفوق المائتي رطلا من الدهون صانعة زلزالا بقوة ثلاث درجات علي مقياس (ريختر) رجرج ارضية الغرفه .
-- مش هتنزل عشان تصلي الجمعه في المسجد؟
أعادت صيغة السؤال علي مسامعه صدي اصوات كابوس الأمس فاسترجع بذاكرته صورة ضبابيه لذلك الكابوس – حين إستيقظ ليجد نفسه في غرفة سفليه تفتقر لأي مصدر للضوء , لكن الغريب انه كان يستطيع رؤية معالمها بوضوح وتفتقر ايضا لاي منفذ يدخل منه الهواء ولكنه علي الرغم من ذلك كان يتنفس بيسر .
ثم استحضر صورة الكائن الغريب الذي ايقظه من ثباته –ذلك الكائن ذو الجسد البشري ورأس الطائر حاد البصر .
-- إصحى .. هتفضل نايم لامتى؟
-- مين ؟! انت مين ؟! وانا فين؟!
-- انت هتسأل ! انت هنا تجاوب وبس .. انت الشقي بيومي عبدالحميد عبدالوارث ؟
-- شقي!!
-- ايوه شقي
-- ليه ؟ انا عملت ايه ؟!..انا طول عمري في حالي وبصلي وعمري ما قربت ناحية الخمر ولا زنيت ولا اذيت حد .
-- اخرس يامرتشي , بتأكل عيالك من اموال حرام
-- انت مين؟ انت مين؟
-- قلتلك انت هنا عشان تجاوب وبس , لكن مع ذلك انا هكسر القاعده واجاوبك .., انا إله الحساب والعقاب ودلوقتي دورك عشان تتحاسب .
فأمر الكائن الغريب الحراس بإحضار الميزان فأحضروه بين يديه ثم وضع ريشه كبيره علي إحدى كفتيه.
-- يللا دلوقتي هنحط راسك ع الكفه التانيه
-- تحط راس مين ! .. ابعدوا عني .. ابعدوا عني
رفع الكائن يده بإشاره إلي الاعلي فإذا برأسه تتحرر عن جسده وتطير لتستقر علي الكفه الاخري من الميزان
وكانت الصاعقه انه لم يري رأسه علي الكفه ولكنها كانت رأس حمار .
- ايه ده ؟! ..ايه ده؟! دي مش راسي ..دي مش راسي!!
-- دي راسك ياحمار ,التقارير اللي عندي بتقول انك عشت حمار ومت حمار .
-- مت !
-- ايوه مت امال انت فاكر نفسك فين, انت في قبرك
-- قبري !
-- انت فاكر انك لما تصلي وتصوم هنغفرلك انك بتأكل عيالك من حرام يامرتشي
-- بس طاب ماتقولش مرتشي , سيادتك يعني كنت عايزني اعمل ايه , تعالي انت عيش مكاني بأربع عيال نصهم في ثانويه عامه والنص التاني في الجامعه غير أمهم بمرتب 460 جنيه في الشهر .
-- ماتحاولش تخلق لنفسك اعزار , دي لوايح وقوانين إللي يتعداها كفة الريشه هتكون أخف من راسه , اسحبوه علي جهنم .
-- ايه ياعبده الآذان بيأذن إنت مش هتصلي؟
أخذت عبارة (مش هتصلي) تضرب علي رأسه كضربات المطرقه حتي كاد رأسه أن ينفجر ، فقال بصوت يملأه الغضب
-- ايوه ياستي , مش هصلي
-- وبتزعق كده ليه , خلاص انت حر
خرجت كريمه من الغرفه لتتركه قابعا في فراشه لا يحرك ساكنا , تركته فريسه لمزيج من المشاعر المتناقضه – الخوف من المصير الذي ينتظره كما تجلى له في منامه (كابوسه) – وشجاعه مفاجئه إنتابت أوصاله تحثه علي تعويض ما فاته , ولكن أقوى من هذا وذاك كان إحساسه المرير بالندم علي سنوات كان الحرمان بطلها بلا منازع .
إنتفض واقفا وأخرج من دولابه أبها ما به ونادي علي أصغر أبنائه , حضر الولد علي الفور وفي البدايه إستغرب علي والده ما طلبه منه ولكنه بلا تردد لبى طلب أبيه وإصطحب البدله إلي أقرب مغسله سائلا مديرها (غسيل ومكوه).
تبعه هو إلي الخارج قاصداً (صالون الشباب) الذي طلب من نجاره أمورا لم يطلبها منذ أن كان شابا .
وفي المساء بعد صبغ الشعر الذي أحالت الايام أغلبه إلي اللون الابيض , اخذ يرتدي ملابسه أمام المرآة وهو الأمر الذي لم يفعله منذ زمن ليس بالقريب .
راعه التناقض الصارخ ما بين لون شعره الأسود الحالك والتجاعيد المحفوره علي جبهته الباهته , كأنه يرى صحراء جرداء رسمت خطوطها وتعرجاتها رياح عاتيه لم تقوى رمالها علي مقاومة عبث أمواجها بها فشكلتها كما تشاء , وفي تلك الصحراء التي لا تمت للحياة بصلة , تسقط عين الرائي علي شجرة خضراء نضره فيتساءل فور رؤيتها أنَى لهذه الشجرة من ينابيع الحياة في هذه الصحراء الميته ؟!
لم يدع نفسه طويلا لتلك الخيالات المثبطه للهمم لتنل من عزيمته قائلا لنفسه : ما عساي ان أفعل ؟
أمسك بسماعة الهاتف و أخذ يدق أرقاما خيلت إليه كأنها أرقام الشيطان , أو كأنه يطلب معونة إبليس – وكان هذا الإبليس زميل عمل شاب وصل إلي درجته الإداريه رغم حداثة سنه لسبب وجيه ومعلوم للجميع , أنه كما يقول أبناء الطبقة المتدنيه (الوسطى سابقاً) إبن ناس.
لجأ بيومي إليه ليقينه بأنه أجدر من قد يخدمه في ما ينوي الإقدام عليه , فهو يعلم أن علاقات باهر الشوادفي _ أو( إله الغرام عند الإغريق) كما كان يلقبه الجميع – يفوق عددها المواد التي يستعين أبنائه بمدرسين خصوصيين لفهمها , أو لن يكون مبالغا إن ظن بأنها أغزر من تلك الخصلات البيضاء التي بذل بضع ساعات كي يواري سوءتها.
_ الو.. السلام عليكم
_ وعليكم .. مين معايا؟
_ ايه مش عارف صوتي؟!
_ آهلاااا ً .. استاذ بيومي !! ازيك اخبارك ايه .. معلش اصلها غريبه شويه
_ ايوه انا عارف دي اول مره اتصل عليك
_ مع ان النمره عندك من سنين
_ اديني اتصلت ياسيدي , انت فاضي دلوقتي ولا ؟
_ هي الحقيقه .. ولا , لكن ولو انا تحت امرك
_ طيب انا كنت عايزك دلوقتي
_ شوف حضرتك المكان اللي يناسبك وانا معاك
_ انت كنت رايح فين دلوقتي؟
_ ايوه بس المكان اللي انا كنت رايحه مش هيناسبك
_ لا يا ابليس هيناسبني
_ سيدي يسيدي .. من امتي الكلام ده!
_ من الليله
_ خلاص ياعم نتقابل قدام كازينو ( مولان روج) اللي في شارع الهرم
تقابلا أمام الملهى اللذي قصده كلا منهما منفردا , بيومي استقل سيارة أجره علي غير عادته أما باهر فقد استقل سيارته الفارهه وكان عقرب الساعات قد اوشك علي تخطي النصف الباقي من رحلته اليوميه.
_ اهلا استاذ بيومي , تصدق والله ماعرفتك وانت نازل من التاكس
_ يا بكاش بطل نفاق
_ والله زي ما تكون رجعت 20 سنه لورا
_ هو ده المكان اللي بتجيه كل يوم ؟
_ تقريبا , تعالي وادخل برجلك الشمال
_ هاهاها.......
أحس فور دخوله بوابة الملهى بوحشه وغربه لم يألفهما من قبل , حتما انه امر طبيعي فهو لم يعتد زيارة تلك الاماكن ولم يخيل له يوما ان تطأها قدماه .
استغرب علي نفسه ما جال بداخلها واخذ يلومها :" ما بك ؟! هل أدمت الالتزام ! ألا لعنة الله عليك وعلي التزامك الزائف , نعم زائف مادام ناقصا فهو زائف ولا سبيل لديك لتكمل نقصانه , فذرك منه ومن عزاباته التي إن واصلت الحياة مكبلا بأغلالها ستخسر كل شئ .. دنياك ثم آخرتك’ وطالما حكم عليك في الاخرة بالخسران فسارع باللحاق بما تبقى لك من متع الحياة .
لم يخرجه من هواجسه وتساؤلاته سوى فتاة وقع بصره عليها فانتزعه حسنها من خيالاته ليرسخ في ضميره فكرة التعويض – التعويض عن كل ما فاته من هبات تلك الحياة التي ضنت عليه بما لديها من ملذات .
لاحظ باهر ما ألم بصاحبه فأدرك علي الرغم من انه لم يرى الفتاة ان صاحبه قد سقط في شراك مجال " نشوه" المغناطيسي لا ريب , لقد قرأ ذلك في عينيه , فهو يعلم كغيره من مريدي كازينو مولان روج مدى تأثير نشوه علي الرجال , فهي تملك وجها وجسدا لهما حقا هاله حين تمشي بين الرجال تجذب قلوبهم إليها كما تنجذب الشحنات الموجبه الي السالبه رغما عن إرادتها .
_ ايه يا استاذ بيومي انت رحت فين
_ معاك
مرت الفتاة بجوارهما فألقت التحيه علي باهر ورد بدوره تحيتها ومضت فتتبعاها بنظريهما وقلبيهما حتي غابت عن مرمى الابصار حيث دخلت إحدى غرف الملهى التي إن بنيت جدرانها من فولاذ لأذابته الاشعه الملتهبه الصادره من اعين الحاضرين حتي لا تغيب نشوه عن مصدرها .
_ هي البنت دي زيهم ولا للعرض فقط زي ما بنشوف في الافلام
_ مين .. نشوه , هاهاها .. هو انت وقعت ؟
_ ما تحترم نفسك , ايه وقعت دي
_ بص يا سيدي ماتصدقش اللي بتشوفو في الافلام كل شئ هنا له تمن , بس نشوه دي مهرها غالي شويه .. انت متقل جيبك؟
_ من الناحيه دي اطمن انا فكيت وديعه كنت شايلها في البنك كنا ناويين نروح بيها الحج انا وكريمه السنه دي , تصدق فكيتها امبارح عشان الحج .. بس الظاهر ما فيش نصيب .
دخل باهر في أعقاب نشوه , القى عليها التحيه فاستقبلته بحضن عميق وقبله ليست بالقصيره فأخبرها بأمر صديقه ودس في يدها المبلغ الذي يعلم انه مهرها فقد دفعه هو من قبل كغيره من الرواد الكثيرون الذين لم يدمنوا الاصناف المتباينه من خمور الكازينو المعتقه , او طاولات المقامرات التي يكتظ بها الكازينو .. لكنهم فقط أدمنوا عيني نشوه ورحيق شفتيها الذي يذهب العقل الذي تعجز أعتى الخمور أن تتسلق حصونه .
أدمنوا أنفاسها الحاره وبراعتها في مطارحة الرجال الغرام وصوتها العذب الذي يؤثر القلوب , أدمنوا بشرتها النضره الناعمه وجسدها البض الذي يقف أمامه أبرع النحاتون عاجزين مزهولين لا تقوى أيديهم المرتعشه علي أن تحمل آلات النحت ليقينهم بأن محاولاتهم صنع شبيه لهذا الجسد ستبوء بالفشل بل أنها مهما بلغت من روعه ستكون تشويها للأصل .
لم تنظر نشوه إلي ما دسه باهر في يدها من مال بل وضعته دون تردد تحت وسادتها تقديرا لباهر فهومن زبائنها المحببين إلي قلبها , فهو شاب وسيم , ثري , وكريم , وغير هذا وذاك أنه كان يبرع في معاملة النساء.
خرج باهر من الغرفه فرفع يده ملوحا لصاحبه بإشارة مفادها الموافقة علي طلبه.
لم تكن ترجمة الرساله لدى مستقبلها مجرد إشاره بالقبول لكنها كانت بمثابة إشارة السماح له بدخول الجنة .. الجنة الوحيده المتاحه التي يمنًي بها قلبه بعد أن صارت جنة رضوان سرابا لم يعد ينشده رغما عنه لا بإرادته.
دخل الجنة وألقى عليها التحيه بشئ من الوقار الذي يتناسب مع من في عمره ,أقبلت عليه الفتاه مشجعةً إياه لسابق علمها من صاحبه بأنها ليلته الأولى في سوق المتعه.
أمسكت بيمناه وساقته إلى غرفة داخليه أخرى علم بعد أن وقع بصره على جنباتها وعلى جزء من المال الذي أعطاه لصاحبه يظهر من تحت الوساده الملقاة على فراش الغرام .
إنها الجنة الوحيده التي قدِر له أن يدخلها فأحس نحوها بعاطفة شديده.
تناولت زجاجة من الخمر ووووواخذت تسكب في إحدى الكؤوس الملاصقه لها فارتشفت منه رشفة صغيره ثم أدارت الكأس ومدت يدها به إليه حتى يرتشف هو من نفس الموضع الذي ارتشفت منه وتلامس شفتاه موضعا قد لامس شفتاها , كما إعتادت فتيات الليل فعل مثل هذه الأمور لإثارة زبائنهن.
إرتشف من الكأس الذي لم يكن أول كؤوسه تلك الليله فقد شرب منذ قليل كأسا مع صديقه ولكن لم يكن المذاق واحدا مع أنه نفس الخمر , فقد ذاق في الكأس الأولى مرارة الخمر ولذعتها , أما في هذه الكأس أحس بحلاوة مذاقها ونشوتها .
أجلسته الفتاة بجوارها على فراش المتعه وأخذت تقوم بما إعتادت القيام به مع زبائنها .. ولم يكن هو كذلك غير ذي خبرة بالأمر فقد إعتاد في العصور الغابره فعله مع زوجته وإن كان الفارق كبير ولكن هي نفس الإجراءات لابد وأن تتخذ .
سارت تلك الإجراءات في مسار تطورها الطبيعي ولكنها مع الأسف تعطلت على مكتب موظف نائم أراد بكل السبل إيقاظه وهمت هي في مساعدته علَ وعسى, ظلت تقوم بمحاولاتها التي نجحت مع زبائن سابقين أحيانا , لكن في تلك الليله باءت محاولاتها بالفشل .
شعر بأن الغرفه التي قد توهم أنها جنته الوحيده أحيلت جحيماً به كل مفردات الجنه لكنه الجحيم.
أحست الفتاه بما يجول بخاطره فنهضت من جلستها وناولته كأسا أخرى , شربها فعادت إليه مرارة الخمر ولذعتها .
شرعت في إرتجال بعض الكلمات المناسبه للموقف لكنه أشار إليها بالصمت فانصاعت لرغبته , فهو يعلم جيدا أن ما به ليس أمرا عابرا كالذي شرعت هي في قوله فهو بخبرته يجيد قراءة الوجوه , فحاله ليس حديدا أصابه الصدأ يمكن لقليل من النيران أن تعيد إليه بريقه ولمعانه , ولكن ما به كشجرة أحالتها النيران فحما فأنَى لها أن تثمر مرةً أخرى .
إرتدى ما كان قد تجرد منه من ملابس وخرج من الغرفه قاصداً الشارع غير آبه لأمر صاحبه الذي ينتظره , وإن كان الأخير لم يحاول اللحاق به لأنه قد فطن ما ألم به .
إستقل إحدى سيارات الأجره إلى منزله , صعد درجات سلمه في عناء وبطء, دس يده في جيبه باحثاً عن المفتاح ,أخرجه فأولجه الباب ثم دخل وأغلق الباب وراءه .
كان على يقين بأنه لن يجد أحداً مستيقظاً في منزله في ذلك الوقت المتأخر من الليل فصدق حدثه, دخل غرفته فوجد كريمه غارقةً في نومها كجثة هامده يميزها عن الموتى أصوات الشخير التي تصدرها , فألقى بنفسه بجوارها دون أن يغير من هيئته شيئا .
_ إصحى
_ مين؟ مين؟
_ ايه انت نسيتني ولا ايه
إستيقظ ليجد نفسه أمام ذلك الكائن الغريب في نفس الحجره المظلمه
_ انت عايز مني ايه ؟
_ جهز نفسك خلاص هتروح على جهنم
إستسلم للأمر دون مقاومه ’ ولكن وهو بين يدي الحراس أضاء برأسه سؤال وحيد يود الجواب عليه .. نعم لابد له من جواب .
_ إستنى
_ ايه عايز ايه تاني ؟
_ قبل ما ياخدوني على جهنم في سؤال لازم تجاوبني عليه
_ قلتلك قبل كده انت هنا تجاوب بوس
همَ على مقاومة الحراس مردداً بصوت عالٍ : " لازم تجاوبني .. لازم تجاوبني "
_ سيبوه , إسأل وخلصني
_ هو سؤال واحد بس
_ إسأل
_ مين السبب ف اللي انا فيه؟
_ السؤال ده ما تسألوش ليه أنا
_ أمال أسأل مين ؟!
_ روح إسأل رمسيس التاني
خرج من الغرفه دون أن يعترض أحدا من الحراس طريقه متجها إلى ميدان رمسيس , وفور وصوله الميدان فوجئ بإختفاء رمسيس الثاني من الميدان , فأخذ يسأل الماره
_ لو سمحت هو رمسيس راح فين؟
_ غور ياه
_ لو سمحتي يا حجه , هو رمسيس راح فين؟
_ والنبي يابني مانا عارفه
_ يا استاذ .. يا استاذ , لو سمحت حضرتك هو رمسيس راح فين ؟
_ نقلوه ياسيدي .. استنى لما ييجي خليفته
_ خليفته ! مين خليفته؟!
_ ياعم سيبنا في حالنا خلينا نربي العيلين
هرول إلى مدفنه فوجد الكائن وحراسه في إنتظاره , فقص عليهم بأنفاس متقطعه ما حدث معه في الميدان
_ رمسيس .... التاني... نقلوه .... والناس قالو لي اصبر لما يجي خليفته .. هو مين خليفته ده وانا اروح اسأله ؟
_ هاهاهاهاها..هاهاهاها.. مش قلتلك عشت حمار ومت كمان حمار .. هيكون مين خليفته يعني ياتور .. رمسيس التالت طبعا, إسحبوه على جهنم وإضربوه بالجزمه .
أخذ صدى كلمة " بالجزمه" يطرق برأسه طرقات متصاعده...
_ بالجزمه .. بالجزمه يا بيومي , في حد في الدنيا يعمل كده .. تنام بالجزمه.
أزاح جفنيه في صعوبه بالغه فرأى النصف السفلي لزوجته أو أجزاء منه ,فأغمض عينيه وحط في نومٍ عميق

تمت،
AHMED

هناك 7 تعليقات:

  1. للأمام يا استاذ محمود .. اسلوب جميل جدا

    ردحذف
  2. سميرة صالح - استاذه بكلية اداب المنيا
    أعيب على كل الكتاب والاباء فى مصر تصويرهم للزوجة فى صورة سيئة لذلك لم أكمل قراءة القصة

    ردحذف
  3. يا دكتوره دي حاله فرديه مش تعميم لكل الزوجات المصريات
    اتمني ان حضرتك تكملي القصه وبعدين تبدي رأيك.. تحياتي محمود الراجحي

    ردحذف
  4. سؤال لصاحب القصة

    رمسيس التالت دا يبقى مين يا استاذ محمود لو بيومى معرفهوش بالتاكيد انتا عارفه لانك كاتب القصة ؟

    ردحذف
  5. ولا تكونش خايف انك تقول اسمه ـ احسن تترمى فى جهنم زى بيومى وتاخد لامؤاخذه يعنى بال.... ؟

    ردحذف
  6. بيتهيألي مصر كلها دلوقتي تعرف مين هو رمسيس التالت خاصة بعد الانتخابت الاخيره .. مين هو رمسيس التالت تحياتي , محمود الراجحي

    ردحذف
  7. القصة رائعة يا حوده يا بتاع رمسيس التالت ياللى هتودينى فى داهيه ههههه

    ردحذف