أخبارنا

القاعدة والموساد وراء تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية

1 يناير 2011
طرح التفجير الذي شهدته الإسكندرية في الساعة الأولي من صباح أول أيام العام الجديد، أمام كنيسة القديسين، مجموعة كبيرة من التساؤلات حول مصدر التفجير وهدفه ودلالاته. وقد أشارت القراءة الأولية لخبراء الأمن ومتابعى الحركات الإسلامية إلي وجود أيادي خارجية خفية، تهدف إلي تهديد استقرار مصر والتأثير سلبا على الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين.

يسترجع محللو الحركات الإسلامية، البيان الذي أعلن فيه تنظيم القاعدة، نوفمبر 2010، تهديدها للكنيسة القبطية للإفراج عما أسماه البيان وجود مسلمات " مأسورات في أديرة" بمصر، في إشارة إلي كاميليا شحاتة والتي قيل :إنها محتجزة بأحد الأديرة لها بعد اعتناقها الإسلام.وطبقا لتقرير أعدته بوابه "الأهرام" يقول الدكتور عمار علي حسن الخبير فى شئون الحركات الاسلامية: إن التحليل الظاهري المباشر لما حدث أمس بالإسكندرية، يعني أن القاعدة نفذت تهديداتها ضد الكنيسة المصرية ولكن، بالنظر بدقة فيما جري، علي حد قوله، يمكن الذهاب إلي مسارات أخري أهمها وجود أيادي خارجية تلعب في الوحدة الوطنية المصرية ولا سيما إسرائيل، مشيرا إلي التقارير والتسريبات الأخيرة التي أظهرت أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر يمكن أن تكون أحد أوراق الضغط علينا.

ودلل حسن علي رؤيته بتورط الموساد في حادث الأمس، بربطه بين الحادث وبين قدرة المخابرات المصرية علي اكتشاف شبكة جاسوسية لصالح إسرائيل مؤخرا ، ويتفق المحلل السياسي رفيق حبيب مع ما ذهب إليه حسن، مؤكدا أن هناك ما وصف بأنه" احتقان متصاعد" بين مسلمي ومسيحيي مصر، الأمر الذي يستغله، علي حد قوله، أفراد لتنفيذ فكر القاعدة بشكل بدائي ولكن شديد الأثر، متصورين أن المسحيين يتصرفون بقدر من الاستقواء وأنهم فئة محظوظة لدي الدولة.

دخل التفجير الذى وقع أمام كنيسة القديسين في دائرة العنف العشوائي طبقا لرأي رفيق حبيب، والذي يستهدف في ظاهره أشخاصا مجهولين في حين يستهدف في حقيقته فئة معينة، لافتا إلي أن عمليات العنف التي تستهدف أفرادا بأعينهم هي عمليات معقدة ومركبة.
" العنف الرث" هكذا أسماه الدكتور كمال حبيب، المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، وهو يعني له القيام بعمليات عنف لا يمكن تبريرها بشكل عقلاني ولا يمكن تحديد دلالتها بشكل مؤكد ، وتابع قائلا: في الوقت الأخير شهدت مصر نوعا من الجدل حول موضوعات معينة لها علاقة بالكنيسة ولكن، حتي لو اختلف البعض مع مواقف الكنيسة فالتفجير قد طال أفراد مدنيين ليسوا طرفا في أي من تلك المواقف.

يضيف حبيب موضحا أن ما حدث هو " استسهال للعنف" يستهدف أفرادا لا دخل لهم بأي قضية لتتطور تداعيات سلوك العنف لتصل إلي القتل العشوائي.
ويتفق الدكتور محمد مجاهد الزيات، نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط مع سابقه حول فكرة القتل العشوائي، معتبرا أن منفذي التفجير هم جماعات عشوائية يتم تشغيلها من خلال أيادي خارجية فتأخذ توجيهات فكر القاعدة ولكن تعمل بشكل منفصل لأن تنظيم القاعدة، علي حد قوله، هو تنظيم ضعيف والموجود منه في العراق" مافيا" تشتغل لأهداف مختلفة عن فكر القاعدة.
ولكن اللواء عادل سليمان الخبير العسكري يؤكد من خلال" قراءته السريعة" للحدث، علي وجود خلايا نائمة ترتبط بفكر وتنظيم القاعدة لتنفيذ أفكارهم، ويلفت سليمان إلي أن التفجير لم يستهدف الكنيسة لكنه استهدف المصريين بشكل عام لان احتفالات رأس السنة ليست احتفالات طائفية بالإضافة إلي وجود مسجد بالقرب من الكنيسة.
من جانبه، يعتبر منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية، التفجير حادث" غريب" يتنافي مع طبيعة المصريين في إطار العلاقات التاريخية الرابطة بين المسلمين والمسيحيين علي الرغم من التوترات التي شهدتها الفترة الأخيرة، ويميل منتصر، إلي نظرية المؤامرة ووجود أصابع خارجية تهدف إلي تهديد الوحدة الوطنية.

ودلل علي رؤيته بالتهديدات التي وجهها تنظيم القاعدة إلي الكنيسة المصرية في نوفمبر 2010، بالإضافة إلي حادث تفجيرات نجع حمادي والتي كشفت التحريات الأمنية أنه كان مخططا لها نفس الموعد من العام الماضي أي يوم رأس السنة لكن تم تأجيلها إلي يوم 7 يناير ويشدد الزيات علي أن ما حدث هو عمل إرهابي لا علاقة له بالإسلام، الذى يشجب هذا الحادث ويعتبره" غدر" يتنافي وكل تعاليم الإسلام.
من جانبه طالب المفكر القبطي وعضو مجلس الشعب جمال أسعد بضرورة مناقشة التفجير باعتباره يهدد استقرار مصر ولا يهدد المسيحيين فقط، وإلا حقق منفذو التفجير، علي حد قوله، هدفهم بإحداث فتنة كبري ، تابع أسعد قائلا :إن منفذي الحادث، سواء كانوا علي دراية ووعي أم لا، ينفذون مخططا صهيونيا يهدف إلي تفتيت المنطقة العربية ككل ولا بد من التصدي لها والوقوف في مواجهتها كمواطنين مصريين وليس كمسلمين ومسيحيين.
AHMED

ليست هناك تعليقات