أخبارنا

مغامرة في باطن الأرض

1 مايو 2011
بقلم - علاء الدين ظاهر ..
ما بين الرهبة من كونها مقبرة والإعجاب بأن صاحبها ليس إنسانا عاديا بل ملك له تاريخه وأعماله التي قام بها وحفر من خلالها إسمه
في ثنايا الحضارة الفرعونية ,مغامرة مثيرة داخل المقبرة رقم 17 في وادي الملوك بالأقصر, مقبرة الملك"سيتي الأول" في محاولة لسبر أغوار هذا الملك العظيم

كان الملك"سيتي الأول" فرعونا من الأسرة التاسعة عشر،وذي صلة برمسيسين فهو ابن رمسيس الأول ووالد رمسيس الثاني و في عام 1817م اكتشف جوفاني بلزوني مقبرة سيتي الأول وعدها الكثير من الأثريين من أجمل مقابر بوادي الملوك، خاصة أنها منحوتة في الصخر وتحتوي علي رسوم عديدة ومناظر جميلة للملك سيتى وهو يتعبد للآلهه وفي عام 1886م عثر على مومياء سيتى الأول في خبيئة في الدير البحري مقطوعة الرأس ,حيث تعرضت المقبرة في أوقات سابقة للسرقة علي يد بعض لصوص المقابر ونقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة

علي مدخل المقبرة لوحة كبيرة ترشدك الي دهاليزها,وأمام بابها يقف حارسها الريس "محمود" يستقبلك بإبتسامة عريضة مرحبا بك ومتمنيا لك لحظات من المتعة والإثارة في حياتك مع كل درجة سلم تخطوها للأسفل ستشعر بالإجهاد من صعوبة التنفس نظرا لقلة الأكسجين وضيق الممر الهابط,إلا أن ما ستراه بالداخل سينسيك كل هذا وأكثر,مناظر خلابة ورسومات ملونة لطقوس الملك سيتي الأول أثناء تعبده للآلهه و نقوش للعديد من كتب الموتي وما يدور في العالم السفلي لتجد نفسك مبهورا بكل تلك الروعة والجمال وتتساءل بداخلك:كيف أقام هذا الملك مقبرته تلك؟
تمثل المقبرة باكورة أعمال أول بعثة أثرية مصرية برئاسة"د-زاهي حواس"الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار في وادي الملوك بالبر الغربي في الأقصر بعد سيطرة البعثات الأجنبية علي العمل الأثري في المنطقة,ويشير حواس إلي أن أعمال التنقي
ب الأثري التي بدأت عام 2007وإكتشفنا أن سرداب المقبرة طوله 136 مترا وأعمال الترميم التي يقوم بها مرممو وأثريو البعثة حافظت علي صيانة المقبرة حيث قاموا بتدعيم سرداب الممر و سلالم خشبية، وتقوية سقف المقبرة
ونظرا لعدم وجود آثار للملك «سيتي الأول» في العالم كله، سواء تلك التي خرجت في القرن الماضي على شكل إهداءات أو بالقسمة مع البعثات الأجنبية، كما كان متبعا، فإنه يمكن التكهن بوجود كنوز عديدة للملك «سيتي» في نهاية السرداب، الواقع داخل المقبرة، ويمتد طوله إلى 136 مترا وربما تم اخفاء كنوز الملك «سيتي الأول» في نهاية السرداب خوفا عليها من السرقة في العصور اللاحقة
تمتلك أسرة"عبد الرسول"باعا طويلا وشهرة في العمل بالأثار المصري,وظلت تتوارث أسرار الكنوز الأثرية خاصة في الأقصر ويعد"على عبد الرسول" الذي توفي عام 1988 م من أشهر أفرادها,أبوه محمد عبد الرسول الذى كان مساعدا ل"بلزونى" مكتشف مقبرة "سيتي الأول",وظل محمد عبد الرسول الذي مات بعد عام 1952يحفظ سر باب الدخول إلى حجرة الكنز الملكى الذي أخفاه عن"بلزوني" ولم يفض به إلا إلى إبنه الشيخ على عبد الرسول قبل وفاته

وفي عام 1961بدأ الشيخ على عبد الرسول الحفر في السرداب بعد أن تم ردمه في السابق و الحصول علي ت
صريح الأثار وبعد سنوات وصل إلى درجات السلم والواجهة المبنية بالجير والجبس فى السرد
اب ووقف أمام الباب الملكى وتأكد الاكتشاف الا أن العمل توقف فجأة وبررت الآثار ذلك وقتها بأن انقاد آثار النوبة أثناء بناء السد العالى يستوجب كل طاقات ومجهودات الأثار
حتى لاقى ربه سنة 1988 بعد أن أوصى ابنه الوحيد سيد 16 سنة بالاستمرار.يقول سيد عبد الرسول لن أتوانى عن الاستمرار فى مواصلة المسيرة بالطرق الشرعية لكشف الكنز مهما كلفنى هذا من ثمن.
بالنسبة لسرداب الملك سيتى فيقول أن مصلحة الآثار أوقفت الحفر لأسباب فنية طبقاً لما قرر المت
خصصون حيث أن الحفر وصل إلى عمق كبير من الممكن أن يؤثر على سلامة المقبرة التى تعد من أجمل المقابر المصرية بوادى الملوك خاصة وان وجود الكنز فى
السرداب محتمل وغير مؤكد لأنه يعتمد على الرواية لا على أساس علمى لقد راعت المصلحة اعتبارات
علمية حرصاً على المقبرة وليس بين المصلحة والشيخ على عبد الرسول ضغائن لأن التنقيب عن الآثار علم له قواعد وأصول وىجب أن يتم علي أسس مدروسة.
AHMED

ليست هناك تعليقات