أخبارنا

"هرم ميدوم"قرية تستبدل عظام موتاها بصابون غسيل

17 مايو 2011
تحقيق - علاء الدين ظاهر ..
هذه الكارثة شهدتها قرية "هرم ميدوم"التابعة لمركز الواسطي بمحافظة بني سويف حيث تجرد عدد من المواطنين من مشاعرهم و اعتدوا علي المقابر و انتهكوا حرمة الموتي و باعو عظام وجماجم أجدادهم..و شهدت القرية صراعات عنيفة بين العائلات للحصول علي أكبر مساحة ممكنة من الجبل أو من المدافن الملاصقة للقرية

يتطلب الوصول الي القرية عبور طريق ترابي بمسافة 2 كيلو متر أو المخاطرة بركوب سيارة نصف نقل مكشوفة ,منازل القرية متهالكةو شوارعها خاوية الأن,أطفال يبدو عليهم الهزال و عدد من السيدات بملابس سوداء و القليل من الرجال بجلباب و عمامة ووجه جاف

الحاج"حلمي أمين" أحد أهالي القرية و يقيم في القاهرة ويذهب علي فترات متباعدة لزيارة أهله ,بدأ كلامه بحذر من خطورة التطرق لموضوع المقابر قائلا:قبل أربعة أعوام كانت القرية تعيش في هدوء تحسدها عليه القري المجاورة و لم يكن بها مشاحنات و لا عداوات حتي بدأ زحف الاهالي نحو الجبل المجاور للقرية حيث توجد المدافن بالقرب من الهرم الاثري "هرم ميدوم" بسبب زيادة عدد الاسكان الي 50 ألف نسمة و عدم جواز البناء علي الاراضي الزراعية
لم يجد الاهالي أمامهم الا البناء علي المقابر تضم عظام أجدادهم من قديم الزمن والتي يوجد بينها مقابر أثرية خاصة أن المنطقة قريبة من مناطق الاثار .. و بدا الزحف العشوائي للحصول علي أكبر مساحة من الارض وبدأ البناء ليصل عدد البيوت بالمنطقة لأكثر من 700منزل تم بناؤها بالطوب الجيري الكبير

وبدأت القرية تعرف طريق الصراعات و ظهرت القبليات و العداءات بين العائلات و تكون البداية بالتعدي علي حرمة الموتي من أجل البناء علي أرض الجبل بعد التخلص من الجثث المدفونة و بقايا العظام و الجماجم سواء بالقائها في الجبل أو تعبئتها في أجولة و بيعها لنجار الروبابيكيا الذين يشترون كيلو العظم من الاهالي مقابل قطعة صابون غسيل .. و هناك عدد من المجرمين تخصصوا في نبش القبور ليلا و بيع الجثث لطلاب الطب.

و أضاف الحاج حلمي :أن صعود الاهالي للبناء علي المقابر أوجد عددا من تجار و مهربي الاثار والذين يتخفون في بعض المنازل و يتعاملون مع الاهالي للسماح لهم بالنبش في المقابر الموجودة أسفل منازلهم بعيدا عن الاعين,ونتج عن ذلك استقطاع نحو 500 فدان من اراضي الجبل و امتد الزحف ليصل الي المناطق الاثرية الموجودة و ازالة أكثر من عشرة الاف مقبرة .. تناثرت الجثث و العظام في الجبل دون أي اعتبارات

عملية بناء المنازل تتم بعد هدم المقابر وازالة ما بها و الكارثة أنك تشاهد جثثا ملقاة علي الرمال و كميات كبيرة من العظام و الجماجم البشرية المعبأة داخل أجولة بلاستيكية حتي أن الاطفال يعبثون بها كأنها دمي و يستغل الاهالي أراضي المقابر اما في اقامة منازل أو بناء حظائر للمواشي.
الغريب أن الاهالي هناك لا يجدون اي مشكلة في ذلك و يتعاملون بمنطق أنهم أحق بمقابر أجدادهم و المثل الشائع بينهم ان"الحي أبقي من الميت"..و الأمر لايقتصر فقط علي المدافن القديمة و لكن المقابر التي تستقبل الجثث بشكل يومي تلقي نفس المصير حتي أن أحد الاهالي الذي دفن ابنته الصغيرة عاد بعد يوم واحد من دفنها فلم يجدها وبحث عن جثة ابنته وجدها في احدي المناطق البعيدة بالجبل وسط عشرات من الجثث الاخري !

احد سكان المنطقة تكلم بصعوبة قائلا حضرت للسكن في الجبل و بناء بيت علي مقبرة أجدادي بعد ما ضاقت بي الحياة داخل القرية و لم يعد منزلي القديم يسع أولادي ..و كان علينا تجريف القبر و استخراج ما به من عظام و جثث مثلما يفعل الناس و قد بادلنا العظام و الجماجم بصابون غسيل و قبل شهرين قمت بتمهيد قطعة أرض خلف المنزل وزرعتها بعد الاستعانة بماكينات رفع المياه من الترع و المصارف وأضاف نشتري مستلزماتنا من داخل القرية لعدم و جود محلات هنا أما التيار الكهربائي فيتم سرقته من أسلاك المسجد الوحيد الموجود في المنطقة .وبالطبع لا يوجد شبكات صرف صحي و نستبدل ذلك بحفر "طرنشات" أو بيارات أسفل المنازل أو تحويل أي مقبرة الي بئر لقضاء حاجاتنا ,وهناك عدد من الاهالي يشترون الاراضي من العائلات المسيطرة علي المنطقة التي تستغل بعض الاراضي لانشاء المحاجر أو في الزراعة وقد وصل سعر القيراط الواحد الي 20 ألف جنيه مقابل أن يضمن صاحب الارض للمشتري الحماية و عدم ازالة المباني أو الزراعات .

وأشار الي أن حرمة المقابر تراث أصبح من الماضي بعد أن سكن الاهالي المنطقة و بعد ما اعتادوا علي رؤية الجثث و هناك بعض السكان ينبشون ليلا أسفل المقابر بحثا عن الكنوز الاثرية و منذ أيام وجدنا مومياء لطفل داخل مقبرة مفتوحة باعها صاحب المنزل لأحد الغرباء عن القرية.

بجوار حفرة كبيرة ممتلئة بالجثث العائمة في بركة من مياه الصرف الصحي وقف"شعبان"الذي أوضح طبيعة ما يفعل قائلا:هذه الحفرة هي مقبرة عائلتي و ممتلئة بمياه الصرف الصحي بعد أن سكن الاهالي بجوارها وقد حاولت ردم آبار الصرف الصحي فتصدي لي الاهالي و طردوني من المكان وفي نفس الوقت هم لا يسمحون لي ببناء مقابر اضافية داخل المقبرة حتي عندما أردت البناء في مكان آخر منعني عن ذلك مسئولو الاثار ..ولا أعرف الي أين نذهب بموتانا حتي خطباء المساجد الذين يجرمون ذلك لا ينصت اليهم أحد.

دور الوحدة في القرية يقتصر علي الرصد و الابلاغ لأنها ليست جهة تنفيذية و ما تقوم به هو توعية المواطنين بخطورة ما يقومون به و المشكلة ان الوحدة الصحية لا تمتلك الخرائط التي توضح حدود المقابر و المساكن ومع ذلك فالاهالي يرفضون أي نصيحة ويرفضون تنفيذ أي قرارات والمشكلة في الزيادة المستمرة لأعداد السكان والمنطقة المقامة أعلي المقابر معرضة لانتشار الامراض نتيجة البكتيريا التي تنتشر من الجثث المكشوفة.
AHMED

هناك 8 تعليقات:

  1. موضوع رائع

    ردحذف
  2. ناس من العصور الوسطى

    ردحذف
  3. انا من بنى سويف وعمرى ما سمعت عن القرية دى الموضوع مش حقيقى

    ردحذف
  4. لا القريه موجوده والكلام حقيقي

    ردحذف
  5. لا القريه موجوده والكلام حقيقي

    ردحذف
  6. انا من قريه هرم ميدوم نفسها وعمري ما سمعت عن الكلام ده الموضوع مش حقيقي وا ليه اي اساس من الصحه اهل الهرم ناس مومنين بربنا وعرفين حدودهم مع حرمات موتاهم ولا يمكن في يوم من الايام يحصل حاجه ذي دي اطلااااقاً

    ردحذف
  7. إسلام الميدومي21 أبريل 2012 في 9:16 م

    لا إلة الا الله والله انا من ميدوم نفسها ومن عائلات الحنضلة وعايش في البلد دي وعمري ما سمعت ولو لحظةواحدةان واحد منا يزيل قبر جدودة او اي قبر شخص تاني حتا لوكان غريب لئن كل اهل القرية ولاد عم وعمر ما تكون دي صفة اهل الصعيد وياريت تحسنو الظن فينا بهذا الموضوع

    ردحذف
  8. عالم باهيم بتجيب اي كلام وخلاص عشان يعملو قصة مشوقة انا من ميدوم الحناضلة وعمر محد عمل كدة ولا حد يقدر يعمل كدة خوفا من اللة وعدم الحاجة للعاميل دي لان بكل بساطة القرية كبيرة جدا والاراضي الزراعية واسعة جدا ومفيش حد في البلد اسمو معندوش ارض حرام عليكم الافترا دة

    ردحذف