أخبارنا

بشرى لجميع الحشاشة

6 يوليو 2011 ..
بقلم - أحمد زغلول -
بينما ترتفع أصوات بالإصلاح، تدوى أخرى بالإفساد، وفى الوقت الذى يكتظ فيه ميدان التحرير بالثوار الشرفاء، تعبث فيه أيادى قذرة تبتغى زج الوطن الى الهاوية، وبين هذا وذاك توجه الاتهامات للشرفاء، ويقال أحيانا على قتلى الفاسدين أنهم شهداء، لكن فى النهاية يظل الشريف شريفا – حتى وإن كانت حقيقيته حبيسة بين ضلوعه فلا يعلمها سواه، ويبقى الفاسد فاسد حتى وإن أشار اليه الأصاغر بالبنان.

لن تمل مصر ليل نهار من الحديث عمّن يفترشون ميدان التحرير أهم مندسين أم شرفاء؟ كالسيدات اللائى لا يجدن ما يفعلنه سوى الثرثرة التى لا طائل من ورائها، فمنذ أحداث 28 يونيو والصورة أصبحت غير واضحة المعالم، سائقو التاكسى :"العيال اللى فى الميدان دول موقفين حال البلد"، أصحاب الأشغال :"دى عالم فاضية"، الفضائيات :" البلطجية احتلوا الميدان"، سياسيون :" لابد من العودة للتحرير، لا شىء تم تنفيذه من مطالب الثورة "، ثوار:"هؤلاء هم الشرفاء الذين يدافعون عن الوطن وبينهم مندسين لابد من محاسبتهم".

وفى ظل كل هذا الكلام، يقف جهاز الشرطة مكمم الفم، معصوب العينين، مقيد القدمين واليدين.. من الذى لابد أن يحاسب البلطجية المأجورين ويكشف حقيقتهم وينظف الميدان منهم ؟..من الذى لابد أن يحمى المتظاهرين السلميين فى مواجهة الفلول، سائق التاكسى ؟!.

ليلة 28 يناير استخدمت الشرطة القوة المفرطة فأطلقت عددا كبيرا من القنابل المسيلة للدموع لا يتناسب مع اجمالي أعداد المتظاهرين - حسبما يصف المجلس القومى لحقوق الانسان – وتبعثرت الاتهامات فقيل أن الاحداث بسبب اهالى الشهداء الذين لم يتم تكريمهم فذهبوا الى ميدان التحرير يتظاهرون بعنف ويصطدمون بأفراد الشرطة، وهناك من قال انهم مأجورين من فلول النظام السابق أرادوا أن يحدثوا الوقيعة، وغيرهما قال انهم بلطجية.. لكن فى النهاية "الشرطة" لم تستدل على الحقيقة وتعاملت بعنف مع الجميع، على الرغم من أن مهمة ذلك الجهاز فى المقام الأول هو درء الخطر قبل وقوعه والكشف عن العمليات الاجرامية مسبقا والتعامل مع المدبرين، وقد تحول – بقدرة قادر – الى مدافع عن الذات، يوجه فوهة أسلحته صوب الشرفاء والمندسين معا لا يفرق بين الصالح والطالح.

وكأننا نعود الى ما قبل نقطة الصفر، المجرمون يرتعون فى البلد، تجار المخدرات يبيعونها علنا فى الشوارع والحوارى، أصحاب الكيف يتعاطون المخدرات فى السيارات العامة، الفلول يخططون لذبح الثورة، كل من يريد أن يفعل شيئا يفعله، و"الداخلية" لازالت نائمة وحينما تستيقظ تفيق لدقائق وتضرب من على يمينها وتصفع من على الشمال دون تفرقة، ومن ثم لازالت الحقائق مجهولة، والتساؤلات ملحة، من الشريف ومن المأجور ؟!.

أعتقد أن مهمة وزارة الداخلية صعبة لكنها لا تشعر بذلك، ولا تتعامل مع المسئولية من منطلق أنها المسئولة، لذا يحدث ما يحدث الآن فى البلد، ويبدو أن الشيخ امام عيسى لم يكذب حينما غنى قديما فقال :" بشرى لجميع الحشاشة، العيسوى بيه رمز الماشة.. العيسوى بيه.. ملك اللومانات.. العيسوى بيه.. والحبسجنات.. العيسوى بيه العيسوى بيه.... ".
AHMED

ليست هناك تعليقات