أخبارنا

من أطلق الرصاص؟؟؟

بقلم - ولاء الدين بدوى :-
كنت لا أحب أن أكتب فى مثل هذا الظرف القاسى على مصرنا وكنت لا أحب أن يذكر التاريخ فى يوما من الأيام مثل هذه الأحداث التى يمر بها الوطن الآن . ورغم حقد الحاقدين ومن يقولون ماذا أخذنا من الثورة غير الفوضى وعدم الأمان أقول لهم اقرأوا كثيرا وتحدثوا قليلا لتعرفوا أننا ما زلنا من أكثر الشعوب سلاما وخوفا على أبنائها رغم ما يحدث الان. كم أحزننى وفاة أبناء هذا البلد بأيدى أخوانهم فى البلد ؟ وبأيدى من لهم مصالح أن تهدم هذه البلد وأن لا تقم لها قائمة مرة أخرى .

وكم يستفزنى ما يحدث من وسائل الاعلام كلها فى تأجيج الفتنة بين شريكى الوطن مسلميه ومسيحيه وما يستفزنى اكثر من يأتوا فى الفضائيات ويتحدثوا بمنتهى السذاجة عن الجار المسيحى والجار المسلم وكأن قضيتنا هى جيرانهم (ارحمونا يرحمكم الله)ولم يعطوا لنا حلولا جذرية وفورية لمثل ما يحدث من أحداث حتى لا يتكرر كل (خميس وجمعة)ويضغطوا بكل قوة على متخذى القرار فى هذه البلد حتى يتسنى لنا الرجوع الى حياتنا العملية حتى لا يتشفا فى احوالنا من لهم مصالح أن تظل مصر على ما هى عليه.

 ودعونا لا نتطرق الى ما حدث ولن اقول من أطلق الرصاص اولا؟؟؟ليصل عدد الشهداء الى ما وصل اليه فى ليله وضحاها وأقول كما قال المسيح عليه السلام (من كان منكم بلا خطيئه فليرمها اولا بحجر) وأود أن أعطى رسالة لمن يفتحون أبواب الفتنة من المسلمون أو المسيحيون وايضا من يخرجون فى مظاهرات ويقولون هذه أرضنا ولنا فيها اكثر ما لكم انتم. عندما كتب رسول الله (ص)الى المقوقس عظيم القبط وحاكم مصر فى ذلك الوقت وأرسل خطابه مع الصحابى (حاطب بن أبى بلتعة)أكرمة المقوقس وبعث معه رسالة الى الرسول (ص)وجاريتين هما الأختين مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين وتزوج الرسول (أم المؤمنين)مارية وأنجب منها ابنه ابراهيم ووهب أختها سيرين لشاعره حسان بن ثابت الأنصارى .

أظن يا من تقولون ان المسلمين يتربصوا بأخوانهم المسيحيين هذا الكلام عار من الصحة ان ام المؤمنين مارية مصرية واصلها قبطى مسيحى قبل ان تسلم وتزوجت خير خلق الله وأرتضاها له زوجة. وايضا عندما فتح عمرو بن العاص مصر كان قبطها (مسيحيها)أول من أستقبلوه وعرفوه على البلاد وطبيعتها والدليل على ذلك ان مسجده وسكنه كان فى الفسطاط التى هى معقل المسيحية ومعقل الحكم للبلاد وعندما أستولى على حصن بابليون من الرومان كتب بيده عهدا للاقباط بحماية كنيستهم وكل ما يخصهم .

وعندما وجد الخلاف بين كنيسة الروم وكنيسة الارثوذوكس بسبب اضطهاد الروم ونفى بطريركهم (بنيامين)مدة تدنوا من عشر سنوات حاول فض الخلاف ورد البطريرك بنيامين الى كرسيه الباباوى مرة اخرى . أذن نحن كيان واحد منذ الأزل ويشهد على هذا جميع الحقب التاريخية التى تظهر بقائنا على أرض واحدة رغم انف الحاقدين. ومن هنا ندعوا كل مسيحى ومسلم الى التكاتف وعدم الانسياق الى مثل هذه الفتن حتى لا تقع البلاد فيما لا يحمد عقباه لأنها ان وقعت سنقع سويا وان علت سنعلوى جميعا .

وكما قال القمص سرجيوس أثناء احداث ثورة 1919 خطيبا فى الجامع الازهر : اذا كانت ذريعة الانجليز لاحتلال بلادنا هى حماية الاقباط فليمت الاقباط وليعيش المسلمون احرارا وقالها العظيم البابا شنوده الثالث معقبا على تلك الاحداث لو امريكا اللى هتحمى الاقباط فى مصر وتفرض الحماية الدولية على مصر فليموت الاقباط وتحيا مصر .ما اعظم الكلمات وقائليها رفقا ببلادنا رفقا بشبابنا رفقا بمصرنا.

مقالات أخرى
* أنا والنظام وهواك
AHMED

ليست هناك تعليقات