الثقافة المصرية بين اضافات المحتل .. واخلال المنحل

بقلم : ولاء الدين بدوى :-
************
عندما جاءت الحملة الفرنسية على الأراضى المصرية عام 1789م كان ذلك بغرض عمل أمبراطورية فى الشرق وتضييق الخناق على عدوها اللدود انجلترا فى ذلك الوقت .
عندما جاءت الحملة الفرنسية على الأراضى المصرية عام 1789م كان ذلك بغرض عمل أمبراطورية فى الشرق وتضييق الخناق على عدوها اللدود انجلترا فى ذلك الوقت .
وبعد مرور مايزيد عن مائتى عام على خروج الحملة الفرنسية من مصر أقول رغم انها جاءت لاحتلال هذه البلاد ولكنها عملت لنا خيرا ايضا بدون ان تقصد من ثقافة وعلم وعلماء لم يسبقها اليه أحد ممن سبقوها عندما جاء بونابرت الى مصر جاء معه 150 عالما واكثر من 2000متخصص فى جميع المجالات من خيرة الفنانيين والرسامين والتقنيين الذين رافقوا الحملة ، واستطاعوا فى مدة قصيرة من العمل رصد كل أمور الحياة فى مصر وتوثيقها فى كتاب وصف مصر الذى تجاوز العشرين جزءا عن مصر ..
فيا سخرية القدر المحتل الفرنسى استطاع ان يرصد مصر فى ثلاث سنوات هى مدة الحملة على مصر ونحن لم نستطع على مدى (ثلاثين عاما رصد واحد على مليون مما فعلوا )فعرفت مصر حضارتها الحديثة من هذا المحتل الذى خرج وتركها لنا المصريين وللاسف لم نستفد بالكنز الذى تركوه لنا عن غير قصد.
من فك رموز حجر رشيد الذى انار الحضارة المصرية وجغرافيا القطر المصرى ووضع أول خريطة دقيقة لمصر فى العصر الحديث وعرف المصريين بعض الأنظمة الادارية عن الفرنسيين ومن بينها سجلات المواليد والوفيات وكذلك نظام المحاكمات الفرنسى وبرز ذلك فى محاكمة سليمان الحلبى الذى قتل القائد العام للجيش الفرنسى كليبر خليفة بونابرت وكان ذلك فى عام 1800م وتكونت المحكمة من 9 أعضاء من كبار قادة الجيش الفرنسى وكانت رئاسة المحكمة للجنرال رينيه وحكم على سليمان الحلبى بحرق يده وبعده يوضع على الخازوق لحين تأكل الطيور رمته ونفذ ذلك فى مكان يسمى تل العقاب فى مصر القديمة وعندما رحلت الحملة عن مصر أخذ القائد مينو رفات كليبر وايضا سليمان الحلبى معه الى باريس ليوضعا فى متحف يسمى–الشهداء بالقرب من متحف اللوفر .
ياالله قتل قائدهم ويحاكم بالعدل وبالسرعة المطلوبة (نظرة يا حكومة)ويحكم عليه ماهذه الثقافة التى ينتهجوها هؤلاء الناس على مر عصورهم .
ونحن فى الثلاثة عقود السابقة تولى ثقافة هذه البلاد على مدى 23عاما رجلا واحد وكان مسئول قبل ذلك فى كل من باريس مدينة النور وايطاليا بلاد الفنون والرقى قبل ان يتولى الوزارة وانما كان يخرج علينا ويتباهى بما وصل اليه فى طيلة سنوات وزارته ونسى وتناسى انه أفسد الحياة الثقافية فى مصر طوال هذه العقود نعم أفسدها فقد كان مخططا ان يضعوا مثل هؤلاء فى تولى مسئولية ثقافة أمة وارادوا تجهيلها على مر العقود ليوصلوا الى مبتغاهم من أمة ضعيفة جاهلة وصل أجمالى الامية فى البلاد الى اكثر من 20 مليون مصرى يا الله كم أفزعنى هذا الرقم عندا علمته .
فقد كانت جميع المنابر الثقافية هشه مثل النظام البائن وهذا الرجل أفسدها وأكمل عليها من أمية شعب سواء عن القراءة والكتابة او أمية ثقافية فكانوا يتبعون أسلوب الخوزقة لجميع الأدباء والشعراء والفنانين والمبدعين المحترمين الذين يريدون لهذه البلاد الأرتقاء والازدهار وتهميشهم ونفيهم الى ابار مظلمة حتى لا يسمعهم أو يراهم أحد وهو ما نجنية حاليا من التخوين فى كافة الاشخاص وكل الاشخاص الذين يعارضون اويختلفون معك (ثقافة الاختلاف وتقبل الاخر ).
عندما أتذكر الثقافة المصرية أتذكر ثروت عكاشة وأحمد هيكل وعبدالمنعم الصاوى ويوسف السباعى هؤلاء من جاءوا على رأس ثقافة مصرواضافوا الى مصر الكثير والكثير فقد كانت درة الثقافة وسط جيرانها وأتذكر ايضا المسؤل السابق عن ثقافة مصر لمدة 23 عاما الأمية والجهل الثقافى وسرقة زهرة الخشخاش ومحرقة بنى سويف والحجاب والفساد التى أمتلأت به جنبات الثقافة المصرية وأروقتها على مدى عقود وتراجع دور الاوبرا والمسرح والسينما فكانت سنوات مظلمة من كتب أباحية تصدر ومهرجانات سافرة لاتنم الى الفنون غير اننا نرى العرى بها اكثر من الدول الغربية التى تحترم حياتنا الشرقية .
اما ينبغى ان يحاكم هذا الرجل الذى أفسد الحياة الثقافية فى مصر وما وصلت اليه من الأنحدار الثقافى وتراجع دور مصر داخليا وخارجيا. وما يضحكنى فعلا عن هذا الرجل انه يستخف بعقولنا حتى الان انه بعد 23عاما فى الوزارة والاشاعات الكثيرة التى خرجت عليه التى مفادها أنه مثلى خرج يقول أن من روج هذه الأشاعات هو (موافى) وما أسكتك طوال هذه السنوات أيها المسؤل عن ثقافة وسمعة مصر فضحكت وتذكرت خازوق سليمان الحلبى . حاكموا هذا الرجل ولا تقولوا بأى تهمة فالتهم كثيرة.
ليست هناك تعليقات