أخبارنا

متى تعود صورة الوطن الجميلة ؟!

بقلم -أحمد مصطفى الغر:-
أي فائدة ترجى من تذكير الدكتور كمال الجنزورى للشعب المصرى فى حديثه الصحفى عقب أحداث حريق المجمع العلمى بأن وعود الدول الاوربية و العربية قد ذهبت مع الريح و أنها كانت مجرد فقاعات سرعان ما إختفت ؟ ، صحيح أن غياب الرجل عن الظهور سيكون له تأثير سلبى أكثر من الحضور لأنه سيذكرنا بكيفية تعامل المسئولين فى العهد البائد مع الأزمات عندما كانوا يختفون تماما من المشهد و لا يظهرون إلا قبل إغلاق الستار فى مشهد النهاية لينالوا تصفيق الجمهور ، لكن هل إنتبهنا حقاً إلى المقصود من كلمات رئيس الوزراء المصرى التى تأتى فى وقت يكاد يكون هو بداية النهاية مالم ننتبه و ندرك أن ننسير نحو الهاوية ؟ هل إستوعبنا رسالته المختصرة و التى لا تختلف كثيراً عن حديث سابق له دعى فيه إلى الهدوء و العودة إلى العمل و الانتاج على الأقل فى الوقت الراهن ؟ ، هل مازلنا لا نقتنع بأن الأوضاع ليست على ما يرام إلا عندما نستيقظ ذات يوم لنجد أنفسنا فى فوضى عارمة أو حرب أهلية أو فى دولة بلا طعام أو دواء ؟ .. صحيح أننا لن نصل إلى هذا الحد بين يوم وليلة ، لكن إستمرار الأوضاع لا يمنع حدوث ذلك .

لا أعرف لماذا كلما تحدث مسئول مصرى عن القروض و طلب المساعدات من الدول الغنية سواء العربية أو الاوبية و الولايات المتحدة .. أتذكر اليابان ، وكيف أن دولة واجهت سقوط قنبلتين ذريتين على أراضيها فى الماضى إستطاعت أن تصبح قوة اقتصادية هائلة ألان ، وكيف انها تعافت بسرعة من تسونامى وتسرب إشعاعى مؤخراً كان من شأن ذلك ان يحطم إقتصاد أى دولة أخرى وعاش شعبها على فتات المساعدات ، كم تمنيت لو اننا نصل الى هذا الوضع الذى يكفينا ذل السؤال وطلب العون ويجعلنا قادرين على مواجهة أزماتنا بأنفسنا دون الحاجة للغير .. أعلم أن هذا صعب و ربما بالغ الصعوبة .. لكنه ليس مستحيلاً ، أقول ذلك و أنا أرى دولاً عربية بقينا نردد لسنوات أنهم أشقاؤنا وأن أمنهم وحمايتهم جزء من حمايتنا للقومية العربية كافة ، فإذا بهم ألان يديروا ظهورهم للشقيقة الكبرى فى محنتها وحاجتها للمساعدة ، بل ان بعضهم يمول الفتن و يؤججها من الحين للآخر!

لأيام بعد إحتراق المجمع العلمى و أنا أتابع كل برامج التوك شو على الفضائيات المصرية والتى من المفترض أنها ــ فى أوقات الأزمات على الأقل ـ  تعمل لصالح هيبة الدولة المصرية و عدم الضرر بأركانها و مؤسساتها ، يمكننى أن أؤكد أنه ما من برنامج قد أوضح للناس مدى الخسارة التى تلحق بنا مع حرق كل ورقة فى أى مؤسسة أو سقوط لبنة واحدة من أى جدار فى أى منشأة حكومية كانت أو خاصة ، فنحن من سيدفع الثمن فى النهاية و فاتورة ترميم الماضى لن يسددها احد بالنيابة عنا ، فبدلاً من التخطيط للمستقبل و بناؤه سنكون فى حاجة أولاً لما لبناء وترميم ما أحرقناه فى الماضى ،وهو ما سيثقل كاهلنا أكثر فأكثر. 

اننى مازلت حتى ألان أتعجب من تصرف بعض الشخصيات فى المجلس الاستشارى عندما تقدموا باستقالاتهم فجأة اعتراضا على الأحداث ، ففى الوقت الذى كنا ننتظر منهم أن يلعبوا دوراً فى تهدئة الأوضاع و القيام بدور الوساطة بين كل الأطراف .. وجدناهم يهربون من المشهد وينأى كل منهم بنفسه بعيداً عن ما صوّره الاعلام بأنه الطوفان الذى سيحرق صاحب كل منصب رسمى .. حتى ولو كان إستشارىاً ، وهو دور لا يختلف كثيراً عما يقوم به بعض الاعلاميين ألان و مقدمى البرامج على الفضائيات ، فغالبيتهم يبتعد عن الحياد أحياناً كى يرضى فئة من متابعيه ، و أخرون لا مانع لديهم من عرض نصف الحقيقة فى سبيل تقمص شخصية الاعلامى الثورى و ذلك على غير صدق ! 

ان هذا الوقت جد مناسب كى نبدأ مصالحة وطنية شاملة نتخلى فيها عن الاحقاد و النزاعات الداخلية بين الفصائل المتناحرة ، أن تعود روح الميدان إلينا دون أن نكون فى حاجة إلى العودة الى الميدان ، أن نبدأ التغيير و الاصلاح و أن نعيد عجلة الانتاج إلى العمل مرة أخرى بعد توقفها طويلاً ، أقول حان الوقت كى نعيد إلى الوطن صورته الجميلة التى لم نرها منذ عقود .. بل منذ قرون !

AHMED

ليست هناك تعليقات