أخبارنا

التيارات الدينية وأحلام المصريين

بقلم -محمد زكى : -
انتهت علي خير المرحله الثالثه من انتخابات مجلس الشعب المصري والحقيقه
ان العمليه الانتخابيه كانت هادئه الي حد ما وذلك لعدم وجود تنافس حقيقي
بين المرشحين فالنتائج في معظم الدوائر كانت شبه محسومه للتيارات الدينيه
وهما تياران لاثالث لهما حزب النور الذي يمثل التيار السلفي وحزب الحريه
والعداله الذي يمثل تيار الاخوان المسلمون .. 

وقد تعاهد التياران عليالتعاون واطفاء نيران اي خلاف ينشأ اثناء فترة الانتخابات ومن اهم الاسباب  التي ادت الي سلاسة العمليه الانتخابيه ان حزب الحريه والعدايه
دخل الانتخابات مكون من ائتلاف عشر تيارات وعند الانتهاء يحصل كل ائتلاف
علي نسبته من تورتة المقاعد ...

وخلال العمليه الانتخابيه شاهدنا جماعة الاخوان المسلمون وهي تمارس لعبة الانتخابات والسياسه والغريب انها تتبع بعض قواعد الحزب الوطني البائد من حيث الشكل ، فهاهي كوادرها تنتشر حول وداخل اللجان الانتخابيه البعض يطرق الابواب ويحضر المسنين والنساء من المنازل والبعض يقدم ماكولات ومشروبات للساده الناخبين وبعضهم يهتم بالتواجد داخل اللجان للمراقبه وعمل علاقات مع الموظفين المسئولين عن اللجان وخارج الطرقات المؤديه للجان وامام الجميع تجدهم يقومون بالدعايه لمرشحيهم حسب ثقافة الناخب فمنهم من يمارس الدعايه بالرمز الانتخابي واخر برقم المرشح في الكشف او اسمه ...الخ 

ورغم كل ذلك فالامر بسيط ويمكن تلافيه في اي انتخابات قادمه لانه لايؤثر كثيرا علي العمليه الانتخابيه فالناخب يخرج من منزله ويتوجه للجان الانتخابات وهو يدرك تماما لمن سيعطي صوته ...
هناك من يصف هذه الانتخابات بانها ليست دستوريه ولايوجد بها تكافؤ في الفرص لان الاحزاب الجديده وليدة الثوره لم تأخذ حقها من الدعايه والوقت الكافي لايصال برامجهم وصوتهم للناس وكان من الاجدي من وجهة نظرهم ان تؤجل الانتخابات لحين عمل دستور قوي اي كما يقولون الدستور اولا لان جماعة الاخوان المسلمون تعمل علي مدار ثمانين عاما وتغلغلت داخل قطاعات المجتمع المختلفه وانها كانت تستمد قوتها من معارضتها للنظام واستخدامها الدين وسيله للوصول الي قلوب المصريين الذين يميلون بطبيعته للدين وان جماعة الاخوان لم تساهم في الثوره حسب رايهم ولم يكن لها دور فعال وانها ركبت الثوار واستولت علي حقوقهم فاذا كانت الجماعه قوه معارضه اصيله الا ان الثوار هم من قاموا باسقاط الحاكم وهم وقود الثوره فكم من الشهداء وكم من المصابين ...الخ

لذلك يحاول هؤلاء بشتي السبل التعبير عن رفضهم لنتائج الانتخابات ولتجاهلهم باللجؤ لميدان التحرير تاره وللقنوات الفضائيه واجهزة الاعلام تاره اخري وهم يشعرون ان احلامهم وتضحياتهم قد تسربت من بين اصابعهم واننا مقبلون علي دوله دينيه يسيطر عليها الاخوان والسلفيين ولاصوت فيها للثوار اصحاب الحق الطبيعي في رسم خريطة هذا البلد خلال الفتره القادمه.

وعلي الجانب الاخر يري اخرين ان جماعة الاخوان المسلمون قدمت الكثير من
اجل الوطن خلال عقود متتاليه وانها خاضت غمار الحروب العلنيه والخفيه مع
النظام السابق وكابدت وتم سجن الكثير من اعضائها والتلاعب بنتائج
الانتخابات السابقه وحرمانهم من حقهم في التعبير عن انفسهم باي وسيله من
وسائل التعبير فالحظر كان يشمل غلق كل السبل امامهم ..

وان الشعب قال كلمته في الاستفتاء وقال نعم للانتخابات اولا وان الانتخابات تتم بصوره ديمقراطيه شبه مثاليه وان القضاء يشرف اشرافا كاملا علي العمليه
الانتخابيه وان المواطن ذهب ليعطي صوته بكل حريه ودون ضغط او استخدام
للشعارات الدينيه ويري هؤلاء ان الشعب المصري متدين بطبعه وان النتيجه
الطبيعيه ان يعطي صوته للاحزاب الدينيه وان من حق الاخوان وغيرهم فرصه
لحكم هذا البلد بعد عقود من الحكم الفاسد ومن ثم يمكن تقييم التجربه فان
فشلوا في تحقيق مايصبوا اليه المواطن الذي اعطاهم صوته يمكن وبمنتهي
الديمقراطيه الا يعطيهم صوته مره اخري ...

وبين هذا وذاك لايسعنا الا ان نذعن لنتيجة الصناديق لاننا احتكمنا اليها ولابد ان نقبل النتائج ونجرب وان احتاج الامر لثورات اخري فالشعب عرف كيف يحصل علي حقوقه ويجتث المستبد ...خالص الاماني لمصرنا الغاليه بتخطي المرحله الي افاق رحبه من العداله والاستقراروالتنميه.

AHMED

ليست هناك تعليقات