أخبارنا

فودافون ومجدى عبد الغنى


ليس للمصريين ذنبا وانا واحد منهم ، ان يكون اللاعب مجدى عبد الغنى هو من سجل هدف مصر الوحيد  اليتيم فى مرمى هولندا بكاس العالم  ١٩٩٠ من ضربة جزاء ، وانتهت  المباراة بالتعادل الايجابى ، وليس الفوز .

وليس للمصريين ذنبا فى عدم صعود منتخب مصر لكاس العالم منذ ما يزيد عن العقدين ، ولذا اعتقد هذا " المجدى" انه وعبر كل هذه السنوات ، انه اضافة لمصر ، بتسجيله هذا الهدف ، وحين كانت تاتى سيرة المنتخب وقصة كفاحه لتحقيق حلم الوصول للمونديال ، يطل علينا عبد الغنى ، ليحكى ذكريات الهدف ، اللى هو اصلا ضربة جزاء ، وكيف انه نظر فى عينى حارس مرمى منتخب هولندا ، وركنها على يمينه ، لياتى صوت المعلق الجالس بجواره :: يااااااه يا كابتن دى كانت ايام ، دا انته فرحتنا اوى ، وتستمر وصلة ذكريات الهدف .

ومن حق الكابتن مجدى عبد الغنى ان يتحدث عن هدفه ، باعتباره انجازا لمنتخب مصر . هو لم يكن يلعب بمفرده ، وارتضينا ان يختصر عبد الغنى مشوار المنتخب الوطنى وهذا الجيل فى ضربة الجزاء ، من منطلق انه بالفعل هذا هو الهدف الوحيد وهو واقع علينا ان نقبله ، لكن هناك واقع يجب ان نرفضه ، مثلما رفضنا من كانوا يتاجرون بالدين ، فان الامر يقتضى من كان لديه عقل ان ينصح عبد الغنى حين قرر تصوير اعلان لصالح شركة فودافون بان هذا متاجرة بالوطن كله . هذا ليس هدف مجدى عبد الغنى احرزه فى مرمى الحاج عبد الغنى .

فقد حصل هذا " المجدى " على عشرات الاف لتصوير اعلان الهدف منه فى النهاية الترويج لشبكة محمول ، ولكن الهدف ليس مشهرا فى الشهر العقارى باسم مجدى عبد الغنى ، ولكن باسم منتخب مصر .

وكان اولى للشركة التى انتجت هذا الاعلان ان تراعى هذه القيمه ، طالما كنا نسعى ونحاول ان نبنى مجتمعا جديدا . 
حصل مجدى عبد الغنى على كل الحقوق الماديه والمعنويه بعد تسجيل الهدف ، رغم ان الهدف لم نحصل به مثلا لا قدر الله على كاس العالم .

ومن هذا المنطلق فى التفكير ولو كان لدينا منتخب مثل البرازيل ، فان سيحلون مكان قضاة المحكمة الدستورية . ولا اعرف مجتمعا او منتخب صعد كاس العالم ، واحرز لاعبه هدفا ، لاقى هذا التقديس والاحتفال طيلة هذه السنوات .

ولا اعرف ما القيمة من الاعلان  . هل هو السخرية من مجدى عبد الغنى نفسه ؟ وهل كان يعلم ان فكرة الاعلان هى السخرية منه شخصيا  ، والصداع الذى سببه لنا من هذا الهدف ، ام الترويج لشركة الاتصالات ؟ وايا كان الهدف فهو يقلل من قيمة مصر ، فمجدى عبد الغنى ليس الهدف ، ومصر ليست هدفا يتاجرون به. 

بقلم -ابراهيم جاد


AHMED

ليست هناك تعليقات