أخبارنا

طبيعة الحب

كان للفيلسوف الشهير افلاطون فى الحب محاورة شهيرة تسمى(المأدبة)أجرى فيها الحوار بين سقراط وبعض معاصرية من الفلاسفة والشعراء والاطباء والسوفسطائيين ورجال السياسة فى ذلك العصر والمحاورة فى مجموعها تصور مذهب سقراط فى الحب ؛وان عبر كل متحاور عن وجهة نظره .

وكانت هذه المحاورة مفداهاهو ما توصل اليه بعد دورة من الزمن العرب وعلى رأسهم محمد بن داود الظاهرى الذى الف كتابا فى الحب بأسم "الزهرة"اذ ينقل عن بعض المتفلسفة اليونانيين وهنا يقصد مأدبة افلاطون الشهيرة التى اشتهرت بالحب الافلاطونى ؛ان الله عز وجل ثنائه خلق كل روح مدورة الشكل على هيئة الكرة ثم قطعها نصفين ؛فجعل فى كل جسد نصفا وكل جسد لقى الجسد الذى فيه نصفه كان بينهما عشق وحب .ويدور الزمن ويأتى الفيلسوف ابن سينا وياتى من بعده ابن حزم الاندلسى ويؤلف كتابه"طوق الحمامةفى الألفة والألاف"ويتوصل الى ما توصل ليه مأدبة افلاطون الشهيرة.

وللحب عند العرب منازل ومراتب متعددة واول مراتبة الهوى وهو الميل الى المحبوب ؛ويليهاالشوق وهو نزوع المحب الى لقائه ؛ثم الحنين وهو شوق ممزوج برقة ويليه الحب وهو اول الألفة؛ثم الشغف وهو التمنى الدائم لرؤيةالمحبوب ؛ويليه الغرام وهو التعلق بالمحبوب تعلقا لا يستطيع المحب الخلاص منه؛ثم العشق وهو افراط فى الحب ويغلب أن يلتقى فيه المحب والمحبوب ثم التتيم وهو استعباد المحبوب للمحب ؛ويليه الهيام وهو شدة الحب حتى يكاد يسلب المحب عقله ثم الجنون وهو استلاب الحب لعقل المحب .

ويأتى مع مرا تب الحب وتتكرر معه بعض الكلمات التى نسمعها او نقولهامثل  الولع وهو شدة التعلق بالمحبوب ؛والشجن وهو الهم والكرب ؛واللوعة وهى الالم؛وتباريح الحب وهى شدائده ؛والجوى وهو كتمانة والضيق به ؛والكمد وهو الحزن الشديد ؛والوجد وهو الصبابة وشدة الحب الى غير ذلك من الكلمات....

واذا كان العرب قد شغلوا بالحب والحديث عنه كما شغل اليونانيون الاقدمون فأن فى القرن التاسع عشر وجد باحث اهتم بالبحث عن الحب وطبيعته وانواعه وهو باحث فرنسى يسمى" ستندال"
والحب فى رأيه اربعة انواع اعلاها هو حب العشاق المتيمين المشهورين فى التاريخ.(مثل روميو وجوليت ؛وليلى وقيس؛وجميل وبثينة؛وقيس بن ذريح ولبنى؛وكثير وعزة... وغيرهم كثيرا)

وعرض ستندال لنشأة الحب ونموه ؛فجعله يرقى فى سبع مراتب اولها مرتبة الاعجاب المتصل بالمحبوب وثانيها مرتبة الشوق اليه وثالثها مرتبة الامل اما رابعها فهى المرتبة التى ينشأفيها الحب اذ يحس صاحبه احساس اللذة والالم فيه؛ويصعد الى المرتبة الخامسة وهى التى يصبح محبوبة مثله الاعلى فى الجمال والسعادة به بحيث لا يدانية انسان اخر فى صفاته ومحاسنه ؛والمرتبة السادسة التى يصطلى فيها نيران القلق والخوف والشك المحرقة وتأتى بعدها المرتبة السابعة وهى اقصى مراتب الحب وابعدها غاية .

اعتقد ان طبيعة الحب وعوارضة كل انسان يقدر ان يقيم نفسه والى اى مرحلة ومرتبة من مراتب الحب وصل او سوف يصل .وللحديث بقية.


AHMED

ليست هناك تعليقات