أخبارنا

عيد الأم .. نيت و ميريت وخنت كاوس وإياح حتب.. وراء كل ملك عظيم أم مصرية قديمة..l حكايات إنسانية


لعبت المرأة المصرية دورا مهما عبر التاريخ،فمنذ عصر مبكر حكمت البلاد بانفراد،حيث تم السماح للملكات بأن يعتلين عرش مصر مثل الرجال،وكان إسهامها في ذلك لا يقل عن إسهام الرجل،الا أن هذا الدور لم يلغ أبرز مهمات المرأة وذلك كونها أم،حيث كان يتم تكليف الملكة الأم بحكم البلاد نيابة عن ابنها، الملك الطفل،وكان دور النساء مهمًا في الحفاظ على عرش البلاد لأبنائهن حتى يبلغوا سن الرشد.

ما سبق حقيقة مؤكدة تندرج تحتها حكايات وقصص كثيرة لملكات لم ينسيهن الحكم رعاية الأبناء،وهذه القصص كشفها لنا الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية،وذلك بمناسبة عيد الأم الذي يحل اليوم 21 مارس.

قال عبد البصير أن الأم هي الشخص الأكثر ولاءً ووفاءً وإخلاصًا لابنها الملك الطفل،كما كانت متدربة على تحمل مسؤوليتها التاريخية والدفاع عن ابنها الطفل حتى يشب عن الطوق. وكانت الأمهات، وليس الآباء أو الأخوة، اللائي يقمن بهذا الدور المجيد حين يرحل الزوج فجأة،وهو النظام الذي سار عليه العالم بعد ذلك.

1
 نيت حتب
كانت الملكة الزوجة والملكة الأم العظيمة أقدم ملكات مصر القديمة إلى الآن،وكانت زوجة للملك نعرمر (أو نارمر آخر ملوك عصر ما قبل الأسرات أو عصر التوحيد،ووالدة الملك الأشهر مينا، موحد القطرين،وترجع أصول تلك الملكة إلى دلتا نهر النيل الخالد. وكان زوجها الملك نعرمر من أهل صعيد مصر الأصيل،وكانت تلك الملكة رفيقة كفاح زوجها الملك نعرمر في سبيل توحيد شطري مصر، غير أن الأقدار شاءت أن يتم ذلك التوحيد التاريخي لأرض مصر الخالدة على يديّ ابنهما، الملك حورعحا، أو الملك مينا والذي كانت هي أكبر داعم له في ذلك

2
ميريت نيت

تعتبر من أهم ملكات عصر الأسرة الأولى. ويعني اسمها "محبوبة نيت"،وتزوجت من الملك چت الذي حكم مصر فترة زمنية قصيرة ومات فجأة،وتم تكليف الملكة الأم بحكم البلاد نيابة عن ابنها، الملك الطفل، الملك دِن،وكانت هذه الواقعة التاريخية من أوائل الحوادث في هذا السياق،أي تولي الملكات الأمهات حكم البلاد نيابة ووصاية عن أبنائهن من الأطفال الرضع أو الأطفال الصغار،سوف تظل ذكرى الملك ميريت نيت خالدة في أذهان المصريين؛ نظرًا لعظم الدور الذي قامت بها حفاظًا على حكم مصر وعرش ابنها الملك الطفل في ذلك التاريخ المبكر من عمر مصر الخالد والعالم.

3
ني ماعت حاب

ملكة يعني اسمها "المنتمية إلى صدق الإله أبيس-حابي"،وهي من البيت الحاكم في الدلتا وتزوجها الملك خع سخموي حين انتصر على الشمال. وتمثل حلقة الوصل بين ملوك الأسرة الثانية وملوك الأسرة الثالثة. وكانت تحمل من الألقاب والصفات "أم الملك"، و"زوجة الملك"، و"أم الأبناء الملكيين"، و"أم ملك مصر العليا والسفلى"،وكانت أم الملك زوسر الشهير الذي بني هرم سقارة المدرج ونقل مصر والعالم نقلة تاريخية لم تحدث من قبل،وهذه الملكة ني ماعت حاب هي التي أنهت حكم العصر المبكر، وأسست مع ابنها زوسر عصر الأسرة الثالثة وعصر بناة الأهرامات، وجعلت مصر تدخل ذلك العالم الفريد، عالم الأهرامات المصرية الأقدم والأهم والأشهر في العالم كله.

4
حتب حرس الأولى

تحتل مكانة فريدة بين ملكات الأسرة الرابعة وعصر بناة الأهرام. وكانت حياة هذه الملكة مثيرة. وكان؛ وما يزال، موتها واختفاء جثتها لغزًا غامضًا،ويعني اسم الملكة الجميلة "الرضا عليها"،وكانت الملكة حتب حرس الأولى ابنة الملك حوني، آخر ملوك الأسرة الثالثة، وزوجة الملك سنفرو العظيم، مؤسس الأسرة الرابعة، ووالد الملك خوفو، صاحب الهرم الأكبر بالجيزة، العجيبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وأشهر وأهم أثر على وجه الأرض قاطبة، ولعبت الملكة حتب حرس الأولى دورًا كبيرًا في نقل الحكم بشكل سلس من الأسرة الثالثة إلى الأسرة الرابعة؛ باعتبارها الوريثة الشرعية لأبيها الملك حوني، وأنه يجري في عروقها الدم الملكي الخالص؛ لذا لما تزوجها الملك سنفرو، أصبح ملكًا شرعيًا لمصر العظيمة.

5
خنت كاوس الأولى

من المرجح أن تكون قد حكمت مصر في نهاية عصر الأسرة الرابعة. وقد تعد الملكة الحاكمة الثانية بعد الملكة ميريت نيت،ويعني اسم الملكة خنت كاوس الأولى "مقدمة أرواحها"،وهي أم للملك ساحورع وللملك نفر إير كارع كاكاي من ملوك الأسرة الخامسة،وربما كانت خنتكاوس الأولى أمًا ووصية على ابنها الملك جدف بتاح (الذي ذكره المورخ مانيتون السمنودي في قوائم ملوك مصر) من أواخر ملوك الأسرة الرابعة الذي ربما حكم فترة قصيرة بين سنتين إلى تسع سنوات، فضلاً عن كونها أمًا للملك نفر إير كارع كاكاي من ملوك الأسرة الخامسة، ومن المرجح أنها حكمت مصر فضلاً عن وصايتها على حكم ابنها.

6
نفري تا تشنن

في عصر الدولة الوسطى، برزت عدة ملكات وأميرات إلى المجد والقمة،ومن بينهن الملكة نفري تا تشنن بمعني "جميلة هي الأرض الناهضة"،وهي زوجة أمنمحات الأول وكانت أم ابنه وولي عهده وشريكه وخليفته في حكم مصر الأمير سنوسرت،الذي أصبح ملكا وهو صاحب مسلة المطرية الشهيرة،وحملت لقب "أم الملك"وذكرها ابنها سنوسرت الأول على أحد تماثيله الصغيرة،وبعد وفاة زوجها وقفت إلى جوارها ابنها الأمير سنوسرت في تلك الظروف الحزينة التي كانت تمر بها مصر، إلى أن تمكن الملك الشاب سنوسرت الأول من إدارة البلاد باقتدار لا يقل عظمة عن والده الراحل،وكان ذلك بسبب ملكة مصرية عظيمة وأم فاضلة هي الملكة الجليلة نفري تا تشنن.

7
إياح حتب

تعتبر الملكة المناضلة من الملكات الفضيلات، ويعني اسم الملكة إياح حتب "القمر سعيد"، وعاشت في نهاية الأسرة السابعة عشرة،وكانت زوجة الملك سقنن رع تاعا،وحملت لقب"أم الملك" في إشارة إلى ابنها الملك أحمس الأول ملك مصر العليا والسفلى،وساعدته في شؤون الحكم والعسكرية أمه الملكة العظيمة إياح حوتب الأولى التي كانت وصية عليه، ولم يخجل هو أن يذكر ذلك وأنه يدين لأمه تلك الملكة المناضلة بالفضل عليه،وكرمها على لوحة في معابد الكرنك. ويشير نص تلك اللوحة أن إلى الملكة إياح حوتب الأولى ربما ساهمت في تسيير الفرق العسكرية، ولعبت دورًا في الدفاع عن طيبة، وأنها دافعت عن مصر، وحمتها واعتنت بها وبجنود مصر.

علاء الدين ظاهر
AHMED

ليست هناك تعليقات