مكافح لأفات وجراثيم الهواء .. أخصائية ترميم تعيد صناعة البخور المصري المقدس ..l تفاصيل
لعب البخور عند المصري القديم دورا أساسيا داخل المعبد من خلال الطقوس الدينية والاحتفالات،وفي هذا الإطار كشفت لنا داليا نبوي أخصائي ترميم أول المتحف القبطي حكايات عن البخور،والذي كما قالت تعدت وظيفته الشكل السطحي كرائحه طيبة،فالبخور في المستويات الاعمق تعدي هذه المرحلة السطحية،حيث وصف بأن رأئحة البخور هي إستحضار لروح الاله (fragrance of gods) .. (الاله يأتي بجسد معطر ، مبخر بعين جسده , بخور الاله ينبعث من جسده , وعرق الاله الذي يسقط علي الارض يعطيه لجميع الالهة)the temple text from the Ritual of Amon.
If IT Lives, the people live”
هذه الجمله تتجسد بشكل كامل من خلال طقسة «فتح الفم « في الطقوس الجنائزية ،حيث إستخدم البخور لآعادة الحياة الي جسد المتوفي حيث يقول البروفيسير G.Elliot Smith ان البخور والرائحة رمز للحياه حيث أن ظهور الرائحة هو دليل التنفس والحياة وبغيابها تغيب الحياة ،فالبخور هو رمزية العودة الي الحياة فعلي ما يبدو أن كرات الراتنج التي تحمل رائحة شديدة النفاذية كما تحمل الدفء والحرارة تعمل علي تنبيه الخلايا النائمة لتعيد لها اليقظة والتنبيه كما أن حرارة البخور تعيد الحياة الي جسد المتوفي ذو الطبيعة الباردة .
وتابعت:و(كيفي ) واحد من أشهر أنواع البخور المقدسة المستخدمة داخل المعبد ,فهو لايعد بخورا عاديا بل تتعدي وظيفته كبخور الي استخدامات مختلفة ومتعددة،حيث جاء ذكره أول مرة في متون الاهرام بالدولة القديمة،ثم أتي كوصفة علاجية من خلال بردية ايبرس وهاريس كمعقم ومطهر ومنقي للملابس والنفس،وأشار بلوتارخ الي كيفية إعداد بخور الكيفي،حيث قال أن ذلك يتطلب غناءا وترتيلات سحرية كما قال أنها لها تأثير يعمل علي تغيير طبيعة ومود الشخص العقلية وفرض شعور مصطنع من الراحة والسهولة,فالهواء ينقل رائحة أمتزاج الكيفي بلطف وهدوء يؤدي الي النوم والراحة والهدوء،فيعطي إحساسا بما يشبه تناول شراب مخدر من النبيذ.
كما أشار أيضا الي نظام إستخدام البخور داخل المعبد فيبخر باللبان الدكر صباحا ثم المر في الظهيره وجعل كيفي في المساء لجلب الاسترخاء والراحة والهدوء،وهذا ما يسترعي إنتباهنا الي لفظ كيفي والذي يأتي منه لفظ الكيف والمزاج،وحرص ديسكوريدس في كتاب( Materia Medica))علي ذكر تركيبة بخور الكيفي كعلاج لمرض الربو،علي الرغم من ان الكتاب مخصص لذكر الادوية المفردة إلا أن لأهميته ذكر كأدواء مركب وحيد داخل الكتاب،وذكرها جالينوس لعلاج امراض الرئة ولدغات الثعابين.
والبخور من أهم الطقوس المستخدمة في الاعمال التي تصنف سحرية،وحتي يومنا هذا يوجد إعتقاد قوي بمدي قدرة روائح البخور علي طرد الارواح الشريرة , كما يقوم بها الساحر كجزء من تواصله مع العالم الاخر،وذكر هذا البخور أيضا في العديد من التعاويذ كطقس أساسي وأهمها تعويذة جمع الاعشاب,وإختلفت مكوناته وطريقة إعداده عبر العصور المختلفة,إلآ أن اللبان المر والنبيذ والعسل والذبيب كانوا عناصر مشتركة في جميع الوصفات.
وقالت داليا نبوي:وعلي ما يبدو أن المصري القديم رغب في أن يكون كيفي علاج شامل لجميع المشاكل سواء تطهير وتعقيم الهواء أو علاج لعديد من الامراض , مما جعلني أعيد صناعته بنفس المكونات وتكنيك الصناعة القديم وذلك لإعادة إستخدامه كبديل أمن وفعال في مكافحة أفات وجراثيم الهواء،وذلك بعد تجميع العديد من الدراسات الحديثة عن فعالية المواد المكونة له في مكافحة أفات الهواء بشكل أمن وبدون ضرر علي البيئة.
علاء الدين ظاهر
Post Comment