أخبارنا

ليس فيروس كورونا فقط..باحثة تكشف حكاية 9 مرات توقف فيها الحج عبر التاريخ ..l تفاصيل وأحداث


كم كان قاسياً علي كثير من المسلمين ذلك المشهد الذي حدث 5 مارس الماضي،حيث توقف الطواف حول الكعبة وتم إغلاق الحرمين الشريفين كإجراء احترازي بسبب وباء فيروس كورونا وخوفًا من انتشاره،وكان لصور خلو صحن الكعبة المشرفة في إجراء احترازي ضد فيروس "كورونا" وقع ثقيل على العرب والمسلمين في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

إلا أن إغلاق الكعبة لم يكن الأول نوعه في التاريخ،وهو ما كشفته لنا د.سحر وزيري باحثة ومفتشة آثار إسلامية وقبطية بمنطقة آثار نجع حمادي،حيث شهدت الكعبة عدة وقائع لإغلاقها، وعندما قررت السعودية تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً بسبب انتشار فايروس كورونا المستجد،لوقف انتشار الفايروس ومحاصرته والقضاء عليه وتوفير أقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين،فإن هذا يعد تطبيقا لمنهج إسلامي أصيل في التعامل مع مثل هذه الحالات والتصدي لانتشار الأوبئة، فقد أقر الإسلام العزل أو ما يعرف بالوقاية والحجر الصحي عملاً بتوصيات الرسول الكريم محمد.

وقد دأب المسلمون على أداء طقوس الحج إلى الكعبة المشرفة منذ تشريعه في زمن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وكان المسلمون يبذلون جهودا مضنية في سبيل أداء مناسكه، ومع هذا الاهتمام الشديد من قِبل المسلمين،فإن هناك أسبابا حالت أحيانا دون أداء مناسك الحج لأفراد أو لأبناء مدينة أو دولة معينة أو حالت كليا دون أداء مناسك الحج لذلك العام.

وقد أولى المؤرخون والرحالة أحداث الحج أهمية كبيرة فسطروا في مؤلفاتهم الكثير مما يتعلق بمسيرة الحج سواء في المجال الفقهي أو سرد وقائع الحج وما يتعلق به في جميع النواحي الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، وكان مما تناولوه الموانع والأسباب التي كانت تحول دون أداء مناسك الحج إلى بيت الله الحرام، وأغلب هذه الأسباب كانت إما بسبب الأوبئة أو الفيضانات والسيول أو الحروب والفتن التي دارت عبر التاريخ.

وسردت أهم الأحداث التاريخية التي تسببت في إخلاء الحرم المكى وإيقاف الحج.


# منجنيق

سنة 73هـ/692م توقف الحج  في عهد الخليفة الاموي عبد الملك بن مروان فيذكر الطبري في كتابه تاريخ الطبري أن الخليفة عبد الملك أراد التخلص من عبد الله بن الزبير الذي تمرّد عليه في مكة وأعلن نفسه خليفة على المسلمين ، فهاجم الحَجاج بن يوسف الثقفي مدينة مكة وبعد حصاره لها ضربها بالمنجنيق للقضاء على عبد الله بن الزبير الذي احتمى في الكعبة وفي إثر هذه الهجمة دُمرت أجزاء من الكعبة المشرفة وحينها توقفت الصلاة عند بيت الله الحرام وأداء مناسك العمر في هذا العام .

# مذبحة

سنة 251هـ/856م توقف الحج بسبب حادثة تُعرف بـمذبحة صعيد عرفة فيذكر الطبري أن إسماعيل بن يوسف العلوي ومن معه هاجموا جموع الحجاج وأهل مكة وقتلوا منهم أعداداً كبيرة وأُبطل الحج حينها .

# قرامطة

سنة 317هـ/930م لم يحج أحد خوفاً من القرامطة حيث كانوا يهاجمون الحجاج اثناء طريقهم إلى مكة فيسلبون أموالهم ويقتلونهم، ويذكر الذهبى فى كتابه تاريخ الإسلام إنه في العصر العباسي تعطل الحج لمدة 10 اعوام بسبب القرامطة، لأنهم كانوا يعتقدون بأن شعائر الحج من شعائر الجاهلية ومن قبيل عبادة الأصنام.

ففى عام 316هـ هاجم القرامطة مكة وقاموا بقتل الحجاج حتى زاد عدد من قتل فى هذه المجزرة عن30 ألفا، كما قام القرامطة بقلع الحجر الأسود من مكانه وحملوه معهم إلى مدينة "هجر" بالبحرين حيث كانت مركز دعوتهم وعاصمة دولتهم، وكان أبو طاهر القرمطى قد بنى بها دارا سماها دار الهجرة فوضع فيها الحجر الأسود ليتعطل الحج إلى الكعبة ويرتحل الناس إلى مدينة "هجر" وبقى معهم لمدة 22 عام قبل ان يعود الى مكة سنة 339هـ ، وقد تعطل الحج في هذه الأعوام حيث لم يقف أحد بعرفة ولم تؤد المناسك فلم يحج أحد لمدة 10 أعوام.

# عطش

سنة 357هـ/ 967م توقف الحج بسبب داء الماشري فيذكر ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية أن  إن داء الماشرى انتشر فى مكة فمات به خلق كثير وفيها ماتت جمال الحجيج فى الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل بل مات أكثر من وصل منهم فتوقف الحج هذا العام.

# قرصنة

توقف الحج عامى 410 و411هـ بسبب كثرة ما قام به بعض الأعراب من قرصنة على طريق الحجاج، إذ كان هؤلاء الأعراب يكمنون في طريق الحجاج إلى مكة سواء من العراق أو الشام أو اليمن للإجهاز عليهم وأخذ ما معهم من الأمتعة والجمال وقتل الحجاج، حتى أن بعض الحكام أخذت تدفع أموالا لهؤلاء العربان لقاء كف أذاهم عن الحجاج.

# صدام

توقف الحج سنة 743هـ/1342م فيذكر المقريزي في كتابه السلوك لمعرفة دول الملوك أن صدام عنيف وقع بين الأشراف وقوات المماليك القوات العسكرية التي كانت تأتي مصاحبة لقوافل الحج من القاهرة أو دمشق أو اليمن، لمخالفة الأشراف لبعض أوامر القائد العسكري المملوكي وترتب على ذلك قيام معركة في أيام الحج وبسببها فإن الحجّاج لم يعتمروا ولم يطوفوا طواف الوداع خوفا على أنفسهم وتُعرف هذه السنة بالسنة المظلمة.

# مشاجرة

توقف الحج سنة 812هـ/1410م فيذكر ابن حجر العسقلاني في كتابه إنباء الغمر أن السلطان المملوكي في القاهرة قد أصدر مرسوما بعزل أمير مكة الشريف حسن بن عجلان الذي رفض تنفيذ الأمر، وبسبب ذلك ارتكب أمير الحاج المصري الذي استصحب معه آلات عسكرية ثقيلة مشاجرة كبيرة أدت إلى قتله بعض الحجاج ولم يستطع أحد الحج ذلك العام.

# طاعون

سنة 1812م توقف الحج جراء تفشي الطاعون في بلاد الحجاز ومات نحو 8 آلاف شخص من الحجاج، ويذكر يفيم ريزفان في كتاب الحج قبل مئة سنة أن السلطات العثمانية حين حاولت إقامة الحجر الصحي حيث أنشأت مستشفى لهذا الغرض رفض البدو أصحاب الجمال والحمّالين هذا الإجراء الذي يعطلهم ويقلل من أرباحهم في موسم الحج ولأجل ذلك هاجموا تلك المستشفى ودمروها .

# جهيمان

سنة 1979م توقف الطواف داخل الحرم المكي لمدة 15 يوماً من 20 نوفمبر 1979م حتى 4 ديسمبر1979م بسبب تسلل مسلحون إلى المسجد الحرام، وقاموا بادعاء أن من بينهم المهدي المنتظر، وطالبت المصلين بمبايعته وهددت من لم يفعل ذلك، وفى نفس الوقت قامت مجموعة منهم بإغلاق أبواب الحرم والانتشار حوله وصعد بعضهم إلى منائر الحرم وأورقته وأطلقوا النار على شرطته، وتعرف هذه الحادثة باسم حادثة جهيمان العتيبي وتركت وراءها نحو250 قتيلًا من زوار بيت الله الحرام وقرابة 600 جريح.

علاء الدين ظاهر
AHMED

ليست هناك تعليقات