باحث يكشف حكايات إنسانية عن الحجر الصحي في زمان صلاح الدين الأيوبي .. l تفاصيل
كشف هشام عبد الحفيظ باحث فى الاثار الاسلامية عن تشابه تاريخي بين ما قررته القيادة السياسية الآن من إتخاذ بعض إجراءات الإحترازية فى مواجهة وباء كرورنا العالمى وبين موقف قام به صلاح الدين الأيوبي قبل مئات السنين.
وتابع لشبكة فكرتنا الإخبارية:ولاسيما فى إنقاذ أبناء مصر العالقين فى بعض الدول العربية والأوربية والقيام على تنفيذ الإهتمام الشديد فى الرعاية الصحية بمجرد وصولهم الى ارض الوطن،حيث تشابهت تلك المواقف الوطنية فى مصر مع ما حدث منذ 860 سنة تقريبا .
حيث أقدم السلطان صلاح الدين الأيوبى علي رعاية المصرين والأجانب على حد سواء، فاولى إهتماما بالغا أشاد به احد المؤرخين المعاصرين للسلطان صلاح الدين من الرحالة المغاربة الذى زار مصر فى تلك الفترة الزمنية،وهو الرحالة المغربى أبو الحسين محمد بن احمد بن جبير المعروف بإبن جبير.
فقد زار مصر فى الفترة مابين 26ذى القعدة 578هجريا(26مارس 1183م) و25 لربيع الأول سنة 579هـ(20يونية 1183م ) كل من الأسكندرية والقاهرة وقوص وعيذاب ، وكان اول ما استرعى إنتباه إبن جبير عند زيارته للآسكندرية إهتمام السلطان صلاح الدين الأيوبى بأمر المرضى من المصرين ومن الغرباء.
إذ انشأ لهم" بيمارستانا" ( مستشفى ) ووكل لهولاء المرضى أطباء يتفقدون احوالهم ،وتحت أيديهم خدام يأمرونهم بالنظر فى مصالحهم التى يشيرون بها من علاج وغذاء ، وذكر ابن جبير ذلك فى كتابه الشهير " تذكرة بالأخبار عن إتفاقات الأسفار".
وقد أشار أيضا إبن جبير بالمستشفى السلطانى فى القاهرة ( مارستان صلاح الدين ) وهو فى الأصل من إنشاء أحمد بن طولون ( مندثر الآن )، فقد أولى السلطان صلاح الدين عنايته بأمر هذا المارستان ، إذ يذكر إبن جبير فى كتابه الشهير " تذكرة بالأخبار " أن هذا المستشفى السلطانى ما هو الإ قصر من القصور الرائعة حسنا وإتساعاً .
حيث أبرزه بهذا الشكل لهذه الفضيلة تأجراً وإحتساباً الى وجه الله تعالى، حيث عينه به أطباء من كل تخصص ، ووضع لديه خزائن العقاقير " الصيدليات"، ووضع فى مقاصير هذا القصر "أى المارستان " أسرة كثيرة يتخذها المرضى للمضاجع ، ومابين هؤلاء المرضى خدام يتكفلون بأحوال المرضى بكرة وعشية "أى صباحا ومساءا" فيتقابلون من الأغذية والأشربة بما يليق بهم.
وهو ما يتشابه الان من الإهتمام بأحوال المرضى المصابين بمرض كورونا وهم بمستشتفيات الحجر الصحى ومبانى العزل الصحى مابين الفنادق والمستشفيات،تنفيذا لقرارات القيادة السياسية فى ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى .
علاء الدين ظاهر
Post Comment