أخبارنا

غرق العجل«أبيس»في ميت رهينة

26 ابريل 2011
(علاء الدين ظاهر)

يتعرض معبد تحنيط العجل المقدس «أبيس» في ميت رهينة لهجمة شرسة من الحشائش والنباتات العشوائية نتيجة لغرق المكان في المياه الجوفية مما يهدده بالضياع والتفتت وما يتعرض له المعبد جزء من مشكلات ضخمة تعاني منها المنطقة كلها نتيجة لتعديات المواطنين عليها.

«عاطف أبوالدهب» رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة قال أن وضع المعبد سيئ جدا نتيجة تشبع أرضه وجدرانه بالمياه الجوفية والرطوبة مما نتج عنه انتشار الحشائش بشكل مخيف أضاع معالمه وكان هناك مشروع ترميم للمعبد كان مقررا تنفيذه إلا أن الأحداث التي مرت بها مصر أدت إلي توقف المشروع الذي كان يتضمن معالجة الرطوبة في الصخور والتربة والمياه الجوفية والحشائش وعمل حفائر بالموقع للتأكد من خلوه من أي قطع أثرية منقولة والكشف عن رحلة العجل المقدس من معبد التحنيط إلي مدافن العجل بسقارة «السرابيوم» عبر طريق الكباش الموجود علي جانبي المعبد.
والسرابيوم هو مقبرة العجول والكلمة معناها فى اليونانية مطار الإله "سرابيس" .. و"سرابيس" الإله اليونانى الذى جعله البطالمة أو الإغريق فى مصر إلهاً مشتركاً، ورابطة بين الإغريق والمصريين.
ولقد رأى الإغريق أن "سرابيس" مثله مثل "اسكليبيوس" إله الشفاء، كما أن "زيوس" مثل "آمون" كبير الآلهة. لكن "سرابيس" فى نظر المصريين بشكل عام لم يكن سوى صورة من "أوزيريس" الذى كان يتجسد على هيئة العجل "أبيس".
كما اعتقد القدماء أن العجل "أبيس" هو رمز للإله "بتاح" رب سقارة، وأنه ابن "أوزيريس" فى بعض الأحيان. وترجع عبادة هذا الحيوان فى "منف" وسقارة إلى عهد قديم جداً فى التاريخ المصرى، ووجدت مقابر فى "منف" يرجع تاريخها إلى بداية التاريخ المصرى. وفى الدولة الحديثة قام المصريون بإنشاء مقابر خاصة لهذا العجل. ففى منتصف حكم الأسرة الثامنة عشر كانت العجول تدفن فى مقبرة منفصلة تُحفر فى باطن الأرض، ويشيدون فوقها مزاراً على سطح الأرض. أما فى الفترة ما بين الأسرتين 19، 25، فقد تم وضع تصميم مختلف للمقبرة. فتم حفر ممر تحت الأرض فى الصخر، مع حجرات للدفن تُفتح على كلا الجانبين، وفيها كانت توضع توابيت تلك العجول المقدسة.
وفى زمن الملك "بسماتيك الأول" من ملوك الأسرة 26، تم وضع تصميمات لممرات جديدة نفذت على نطاق واسع. وتم اتباع هذا النظام حتى دخول الإغريق مصر، أى فى عصر البطالمة.
ومجموع الممرات الموجودة حالياً "بالسرابيوم" يبلغ طولها حوالى 380 متراً. أما الممر الرئيسى فطوله يبلغ حوالى 200 متراً. وقد وجد داخل هذه المقبرة حوالى 24 تابوتاً مازال عشرون منها فى أماكنها إلى الآن.
وكل تابوت صُنع من قطعة واحدة من الجرانيت الأسود أو الأحمر أو من الحجر الجيرى الصلب. ومتوسط أطوال هذه التوابيت يبلغ أربعة أمتار طولاً، وعرضها متران ونصف، وارتفاعها أقل من أربعة أمتار، كما يبلغ متوسط وزن الواحد منها حوالى 65 طناً.
حكاية العجل أبيس
يعتبر الإله "أبيس" الذى يُمثل فى شكل عجل هو الرمز المادى للإله "بتاح". وكان له معبد عظيم فى مدينة "منف"، يعبد فيه وتقدم إليه القرابين و يرمز للخصوبةوعندما يموت كان يحنط كما تحنط الملوك، ويُحتفل بدفنه احتفالاً عظيماً مهيباً، ويعيش في الحظيرة المقدسة وسط بقراته وعند موته كان الكهنة يدفنونه في جنازة رسمية فى مقبرة خاصة به ثم يتوج عجل آخر كاله بالحظيرة المقدسة وسط احتفالية كبرى.
وكان يجب أن تتوفر فى هذا العجل بعض العلامات المميزة حتى يكون إلهاً .. فيجب أن تكون أمه بقرة لم تلد غيره. وكان أجدادنا المصريون يعتقدون أن البرق ينزل من السماء فوق هذه البقرة فتحبل من فورها بهذا العجل وتلده، وهو يحمل كل الصفات المطلوبة وهى:
أن يكون لونه أسود، وأن يكون به علامة مربعة بيضاء تتوسط جبينه، وأن تظهر على طول ظهره صورة بيضاء لنسر كبير. أما ذيله فيجب أن يكون ذا خصلتين من الشعر، وعلى لسانه رسم لجعل (جعران).
AHMED

ليست هناك تعليقات