تحديد جنس المولود حلال شرعاً

يلجأ البعض حالياً إلى تناول بعض الأدوية والعقاقير لتحديد نوع الجنين طمعاً في مولود ذكر ، كما برزت مؤخراً دعوات في مجلس الشعب المنحل في مصر حالياً بمنع هذا الاختيار الذي يمنح في طياته تميزاً لجنس على آخر .

يقول سبحانه وتعالي في كتابه " يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ [الشورى:49-50].

وعليه فقد صار بعض الجدل عقب إجازة علماء الدين بتناول الأم بعقاقير بهدف تحديد جنس المولود ، ويتردد بعض الأزواج تجاه اتخاذ هذه الخطوة حيث تبدو مخيفة لبعضهم اعتقاداً منهم أنها تدخل في إرادة الله.

فتوى الإباحة

ومن الجدير بالذكر أن الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية قد أباح في فتوى رسمية تحديد جنس ونوع الجنين مؤكداً أن هذا الأمر لا يتعارض مع مشيئة الله تعالى وقدرته ، مشيراً إلى أن المنتشر الآن في الأوساط العلمية أن بويضة المرأة تحتوى على زوج متماثل من الكرومزومات XX وماء الرجل يحتوى على زوج غير متماثل من الكروموزومات XY.

موضحاً أن إحدى الطرق العلمية تقوم بفصل مني الرجل y عن x ثم حقن بويضة الأم بإحداهما حسب الجنس المطلوب.

وأكد د. جمعة أن الحكم الشرعي في ذلك هو الإباحة فتحديد الجنين سواء كان ذكرا أم أنثى مباح شرعا لان الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم.

وردا على القول الذي يرى أن تحديد نوع الجنين يتعارض مع مشيئة الله تعالى فى الآية الكريمة " يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ* أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا"

قال فضيلة المفتي أن الله يهب ما شاء لمن يشاء والتعرض لهبة الله والسعي إليها غير محظور فهو في ذلك كالرزق والرحمة وكل عطاءات الملك الوهاب.

طرق متعددة

ويشير الدكتور محمد قطبي استشاري النساء والتوليد إلي أنه يمكن تحديد نوع الجنين من خلال العديد من الوسائل منها بعض المأكولات وتوقيت العلاقة الزوجية ، وحأخري من خلال فصل الحيوانات المنوية فى حالات أطفال الأنابيب والحقن المجهري والتلقيح الصناعي وما إلى ذلك ، وهذه الحالات من الممكن أن تنجح هذه الطرق في تحديد نوع الجنين بإذن الله .

وهنالك عدة طرق يروج لها وتتناقلها النساء أو ينصح بها بعض الأطباء لزيادة فرصة الحمل بالذكور أو الإناث. ومنها ما لا يحتاج إلى تدخل طبي وطرق أخرى تتطلب إجراءات طبية منها :

الطرق التحفظية


أوضحت الأبحاث أن ما تتغذى عليه الأم قبل الحمل له تأثير في اختيار جنس المولود. وتبين ان التوازن الأيوني ما بين الصوديوم والبوتاسيوم في مقابل الكالسيوم والمغنيسيوم له تأثير على انجذاب الحيوانات المنوية الذكرية أو الأنثوية.

ولاتباع هذه الطريقة، كل ما على السيدة عمله هو اتباع حمية غذائية معينة لمدة لا تقل عن ثلاثة اشهر قبل الحمل، وهو ما يسهم في تغير طبيعة المهبل والبويضة، وتتراوح نسبة نجاح الحمل بالجنس المطلوب بعدها ما بين 60-70 %.

وتنصح السيدة التي ترغب في إنجاب الذكور بتناول الأطعمة الغنية بالصوديوم (الملح) والبوتاسيوم واللحوم. أما التي ترغب في إنجاب الإناث فتنصح بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والماغنيسيوم كمنتجات الألبان والخضروات والفاكهة مع الامتناع عن الأغذية الغنية بالأملاح.

وصفة الذكور الغذائية

من المهم إضافة الملح بوفرة إلى الأطعمة، أما لائحة الأطعمة فتشمل على:

- المشروبات: القهوة والشاي وعصير الفواكه والمشروبات الغازية والمياه المعدنية الغنية بالصوديوم.
- اللحوم: جميع أنواع اللحوم بحسب الرغبة، خاصة المالحة والمدخنة.
- الأسماك: جميع أنواع الأسماك الطازجة والمجمدة والمعلبة.
- الخبز: مسموح بجميع أنواعه فيما عدا المحتوي على الحليب.
- الحبوب: مسموحة بجميع أنواعها، والأرز والمعكرونة.
- الخضروات: البطاطا والفطر والبقدونس والفاصوليا البيضاء والعدس والحمص وحبوب الصويا والذرة المعلبة والبازلاء والطماطم.
- الفاكهة الطازجة: التركيز على الموز والتمر (البلح) والمشمش والليمون والكرز والنكتارين والبرتقال (أي الحمضيات بشكل خاص مع الموز).
- الفاكهة المجففة: الكستناء والخوخ والمشمش والتين المجففين.
- أطعمة أخرى: الشوربة والنكهات جاهزة التحضير والسكر والمربى والشوكولاتة السوداء وأنواع الكاتوه الخالية من الحليب والزيت النباتي والمخللات والزيتون.

قائمة الممنوعات

- الحليب ومنتجاته: مثل الأجبان والقشطة والكريما واللبنة وجميع الأطعمة التي تدخل في مكوناتها. ومن ذلك منع تناول الشوكولاتة الغنية بالحليب.
- المشروبات: أي مشروب يحتوي على الحليب أو منتجاته، والمياه المعدنية الغنية بالكالسيوم.
- ثمار البحر: وهي الربيان والقريدس.
- البيض وأي صلصة أو حلويات أو أطعمة يدخل البيض من ضمن مكوناتها.
- يمنع تناول الخبز المصنوع أو المضاف اليه الحليب.
- الخضروات: يمنع طبخها أو تناولها مع صلصة تحتوي على حليب
- المكسرات: اللوز والجوز والبندق والفستق حتى لو كانت مالحة.

الحمية الغذائية لإنجاب الإناث

من المهم الامتناع عن إضافة الملح لأي نوع من الطعام، وتشتمل قائمة الأطعمة على التالي:
- المشروبات: الحليب وكل منتجاته، والقهوة بكمية قليلة (فنجان واحد يوميا) ويفضل إضافة الحليب اليها، وعصير التفاح والعنب (كوب واحد فقط يوميا) والمياه المعدنية الغنية بالكالسيوم.
- اللحوم: يسمح بتناول لحوم البقر والعجل والدجاج والضأن والحبش مرة يوميا.
- البيض: وبخاصة صفار البيض، وأي طعام يدخل البيض في مكوناته.
- الحليب وجميع مشتقاته: مع تناول الاجبان الخالية من الأملاح فقط. ويفضل التقليل من تناول اللبن أو الجبن الأبيض لغناهما بالملح.
- الخبز والحبوب، والكعك والحلويات والمعكرونة.
- الخضروات: يسمح بتناول الخضار الطازجة والمعلبة، لكن من دون إضافة ملح ومع غسلها من المواد الحافظة، مثل الجزر والبصل واللفت والبازلاء والخيار والخس، وكميات قليلة من البطاطا والجرجير والبامية والثوم.
- الفاكهة الطازجة: التفاح والبطيخ الأحمر أو الأصفر والفريز والأناناس والخوخ.
- أطعمة أخرى: تناول السكر والمربى والعسل والزيت النباتي والبهارات وشاي الأعشاب العطرية والخردل الخالي من الملح والشوكولاتة الغنية بالحليب أو الكرمل.

الأطعمة الممنوعة

- المشروبات: يمنع الإفراط في القهوة والشاي ومشروب الكاكاو أو شرب المياه المعدنية الغنية بالصوديوم.
- اللحوم: اللحوم الباردة أو المجففة أو المعلبة أو المدخنة أو المملحة.
- الأسماك: الأسماك المجمدة أو المدخنة أو المملحة أو المعلبة أو المقلية أو تناول ثمار البحر النيئة.
- الخبز والحبوب: يمنع تناول أي منها ان احتوى على الملح. مما يعلل منع تناول الحلويات المحضرة تجاريا لاحتواء اغلبها على الملح.
- الخضروات المجففة عموما: ويمنع تناول الأرضي الشوكي والفطر والسبانخ والشمندر والبندورة والفاصوليا البيضاء المجففة والفول والذرة والعدس والموز والدراق والمشمش والكرز والحمضيات (كالبرتقال والليمون وغيرها).
- الفاكهة المجففة: الكستناء والتمر والخوخ والتين والمشمش المجففان.
- أطعمة أخرى: البسكويت والموالح والثوم والبصل والزيتون والخضروات المخللة ورقاقات البطاطا وصلصات السلطة الجاهزة والشوربات الجاهزة.

توقيت العلاقة

تعتمد هذه الطريقة على الخصائص الفيزيائية للحيوانات المنوية. فالحيوان المنوي الذكري خفيف الوزن وسريع الحركة، لكنه يعيش لفترة قصيرة. في حين يتميز الحيوان المنوي الأنثوي بثقل الوزن وبطء الحركة، لكنه يعيش لفترة زمنية أطول. وبناء عليه، فيستند على موعد الإباضة لتحديد الموعد المناسب للجماع.

بمعنى، إن كان الزوجان يرغبان بإنجاب الأنثى، فيحدد وقت الجماع 24 ساعة قبل موعد الاباضة، لأن حيوان الذكري يموت بعد مدة بينما يبقى حيوان الانثي (غالبا). وإن كانت الرغبة بالجنين ذكرا، فيحدد الجماع ليكون بعد الاباضة مباشرة. ومن الممكن تحديد موعد الاباضة عن طريق التصوير بالسونار الذي سيحدد توقيت إفرازها وحجم البويضة الناضجة.

وأكد د. صالحة أن تطبيق هذه الطريقة بمفردها لا تحظى بفرصة نجاح عالية ما لم ترتبط بالحمية الغذائية والغسول المهبلي، لتحسين نسبة النجاح.

حلال شرعاً

وأكد الشيح سعيد فرحات المنجي من كبار علماء الأزهر الشريف أنه يجوز شرعاً الحمل من خلال عمليات تحديد نوع الجنين وقال أن : لا شئ في تحديد جنس المولود فهو جائز شرعاً ، ولكن لا يجب أن نخلط بين الأمور ، فالإنسان ليس بإمكانه أن يجعل الطفل شقياً أو سعيداً أو تحديد مواصفاته وطوله في المستقبل ، ولكن كونه ذكر أو أنثي لا شئ في هذا.

وقال مفتي الديار المصرية د. علي جمعة بحسب مجلة "لها":بخصوص ما يثار عن مسألة اختيار بعض الأزواج والزوجات نوع الجنين عن طريق وسائل طبية معينة، فلابد علينا أن نعلم أن هذا ليس من قبيل ما نهى الله عنه في القرآن في قوله تعالى، حكاية عن إبليس الرجيم: «وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ» آية 119 سورة النساء. لأن الآية تتحدث عن تشويه خلق الله قربة لغير الله، وليس في هذا الأمر كذلك مخالفة لقوله تعالى: «اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ» آية 8 سورة الرعد».

وأضاف: «إن الله عليم ببواطن الأمور وظواهرها، فيعلم سبحانه هل هذا المولود سينزل حيًّا أو ميتًا، وإن عاش كيف سيعيش، هل شقي أو سعيد؟، وغير ذلك مما لا يعلمه إلا الله، فلا يعد التدخل في العوامل الطبيعية للوراثة وتوجيهها بالإرادة البشرية لتحقيق رغبات معينة، كـمنع الحمل وتحقيق الإنجاب والتحكم في صفات الجنين ونوعه وغير ذلك من التقنيات، منافاةً أو تحديًا لإرادة الله عز وجل ومشيئته، كما يعتقد بعضهم، وإنما يدخل الإتيان بمثل هذه الأفعال في دائرة الإرادة الشرعية «افعل ولا تفعل». فما كان من هذه الأفعال ضمن الفضائل المتضمنة مصالح العباد فهو موافق للإرادة الشرعية، وما كان منها من القبائح المتضمنة فساد البلاد والعباد فهو مخالف للإرادة الشرعية، ولا يحدث في كون الله سبحانه وتعالى إلا ما أراد، قال تعالى: «وَقَالُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لا يُنظَرُونَ» آية 8 سورة الأنعام».

وأكد مفتي مصر على فتواه قائلاً : «وعليه فيجوز اختيار نوع المولود عن طريق برمجة الجماع، حيث يتم في توقيتات محددة، أو بمعالجة إفرازات الجهاز التناسلي للمرأة، أو تناول أغذية معينة، أو غير ذلك من وسائل، فيجوز للزوج والزوجة استخدام تلك الوسائل ما دامت غير مضرة بصحتهما أو صحة المولود، وذلك بعد استشارة الأطباء المختصين، وإن كان الأولى والأسلم عدم التدخل في هذه الأمور تزكية للنفس وتأكيدًا للرضا بالله وحكمه وتسليمًا له سبحانه، فالتسليم لحكم الله يُحقق للمرء سعادة الدارين».

نقلا عن موقع "لهن"

AHMED

Post Comment