رمضان وخير أجناد الأرض

بقلم - نشوى يوسف:-
ها قد أتانا الآن ضيف عزيز علينا وأعز علينا من أنفسنا ألا وهو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار " شهر رمضان الكريم "
ولكن أين أنتم ثوار الجنة من هذا الشهر ، فقد ثار المصريون والعرب ثورة لم تعهدها الأمة العربية والأسلامية من قبل ، ثاروا على الظلم والفساد والطغيان بقوة وعزيمة لم يستطع أحد كسرها ، بل وضحوا بأرواحهم من أجلها ، وكان لديهم استعداد للتضحية بأخر روح لآخر فرد منهم للوصول لمبتغاهم .
ثاروا ثورة نظيفة لم تستطع يد الفساد تدنيسها ، ثورة طبقت فيها روح الشريعة الأسلامية التى أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم باتباع هديها وتطبيقها ، وتذكروا حينها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى " ،فطبقوا حينها قول الله تعالى فى كتابه العزيز " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " صدق الله العظيم ، فاعتصموا وتجمعوا على أرادة واحدة وهى أرادة الله بنصر مصر واسقاط الظلم الذى حرمه رب العباد على نفسه ، وتمسكوا أيضا بسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فحافظوا على مبادئهم وأرادتهم وعزيمتهم وأعراضهم التى كانت هى مصرنا الحبيبة ونساء مصر اللوات شاركنا فى الثورة الطاهرة فحافظوا عليهن حفظ العرض والكرامة ، واتبعوا أيضا سنته بالتعاون والتكافل فيما بينهم ، وعدم تفضيل الذات ، واشتركوا على هدف واحد وهو حب مصر ومن أجل مصر ، وقالو قول الحق أمام سلطان جائر فأعانهم الله ونصرهم وتحقق هدفهم .
ولكن أين نحن الآن من تلك القيم السامية التى عندما رأيتها وتلمستها لم أقل سوى أن مصر مازالت بخير وأن المصريين فعلا خير أجناد الأرض .
فنحن الآن على أعتاب ثورة أخرى لا أدعو بها الخروج الى ميدان التحرير وأنما أدعوا الى الغوص فى ميدان ضمائرنا ونفوسنا وأن نثور عليها ثورة الحق على الباطل ، ثورة العدل على الظلم ، ثورة انتصار الخير على الشر ، ثورة على التقاليد الخاطئة وأن نغتنم تلك الفرصة التى وهبنا المولى عز وجل أياها لتصحيح أنفسنا ونبدأ من جديد وأن نطوى كل الصفحات المليئة بالذنوب والمعاصي فى حياتنا ونتوب الى رب العباد الذي جعل فى الذكر والاستغفار سبيل لنيل مرضاته ،وجعل فى القران شفيعا لنا ، وجعل فى الصلاة مخ العبادة وهو الدعاء فتقربوا به الى الله يعطيكم ما تبغون ، واستفيدوا من سنن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لتنالوا رحمة ومغفرة ، وعفو من رب العرش العظيم .
فاتقوا الله التى هى أهم فضيلة من فضائله فى هذا الشهر الكريم وثوروا ثورة حق ينصركم الله ويرحمكم بها فتخرجوا من هذا الشهر بلا ذنوب أو معاص ، لتبدأوا بمصر حياة جديدة وتنهضوا وترتقوا بها فى كل ميادين الحياة ، فأذا فعلتم هذا تكونون حقا خير أجناد الأرض .
Post Comment