إعدام مبارك .. لماذا ؟
لماذا يبدو إعدام مبارك واجباً وطنياً وفضيلة تتسم بكثير من العدالة؟.. هل لأنه كان عدواً لإنسان هذا الوطن، أم لأنه كان أفظع من عدو، مارس فينا ما يُرضي ساديته، بما يفوق كل فظائع الاستعمار الأجنبي الذي حكم مصر عبر كل مراحل التاريخ؟.. ليس الأمر حديثاً عن وطنية الفرعون، أو تشكيكاً فيها، ولكنه حديث الجرائم والأرقام ومن ثم الاستنتاجات التي ينبغي أن يتأسس عليها أي حكم عادل لهذا الفرعون الغارق في وحل التاريخ.
وملفات الجرائم التي يجب أن تُفتح باتجاه مبارك كثيرة ومتنوعة، و لعل أولى هذه الملفات هو ملف القتل العمد أو القتل نتيجة الإهمال.
فإذا كان تقرير اللجنة المعنية بتقصي الحقائق في أحداث الثورة المصرية يؤكد أن عدد شهداء الثورة وصل إلى 845 شهيداً و 6500 مصاب فإن هناك جرائم قتل أخري يُسأل عنها مبارك وصل عدد القتلى فيها الملايين من المواطنين المصريين.
فقد أكدت الدراسات إن مادة "الجالكروم" دخلت الأسواق المصرية في عهد يوسف والى ويوسف عبد الرحمن على مدى 6 سنوات واستخدمت كمبيد دمر التربة والغذاء وصحة المواطنين، وأن 40 ألف حالة وفاة سنويا تتم في مصر بسبب سرطان الكبد أي ما يزيد عن مليون ومأتي حالة وفاة في عهد مبارك إضافة إلى وفاة 30 عالم وباحث بالمركز القومي للبحوث فقدوا حياتهم نتيجة استنشاقهم المبيدات المسرطنة.
فيما تؤكد دراسة أخرى أن هناك 35 ألف مصاب بالفشل الكلوي نتيجة مياه الشرب الملوثة وقد بلغ عدد الوفيات 117 لكل ألف مصاب أي أن عدد الذين توفوا في عهد مبارك بسبب المياه الملوثة وصل إلى ما يزيد عن 122 ألف مواطن مصري.
كما تؤكد التقارير أن أكثر من 6 آلاف مصري قتلتهم القطارات في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة وأصيب أكثر من 21 ألف مصري، وكان أسوأ حادثة في فبراير 2002 هي حادثة احتراق قطار الصعيد وهي الحادثة الأسوأ في تاريخ مصر الحديث، أسفرت عن وفاة ما يزيد عن ألف شخص حرقاً.
و في 31 أكتوبر 1999 قتل 217 شخصية عسكرية في تحطم طائرة تابعة لشركة مصر للطيران قبالة ساحل ماساتشوستس الأميركي بعد نحو ساعة من إقلاعها، ولم ينج في الحادث أي من الركاب ، ولا نعرف ـ حتى الآن ـ لمصلحة من تم إسقاط الطائرة أو من الجهة المخابراتية التي تقف وراء الحادث.
أما حوادث النقل البحري فحدث ولا حرج ، فيذكر أن أحد أكبر الحوادث التي يتذكرها تاريخ النقل البحري المصري كانت عام 1991 عندما لقي500 شخص مصرعهم في حاث غرق السفينة سالم إكسبرس.
ويتكرر الحادث في فبراير 2006 حيث غرقت العبارة "السلام 98" قبالة سواحل ميناء البحر الأحمر ووصل عدد ضحاياها إلى أكثر من ألف راكب، وفر صاحب العبارة من العدالة وتمت تبرئته بعد ذلك لصلته بكبار المسئولين في الدولة.
لنصل بعد ذلك إلى حادثة الدويقة أوائل سبتمبر 2008التى راح ضحيتها 119 مواطناً، من أهالى الدويقة كانوا يعيشون في منازل أسفل الصخرة المنهارة .
يضاف إلى ذلك أعداد مساجين الرأي والمعتقلين الذين قتلوا إثر حفلات التعذيب في سجون مبارك ، أو ماتوا بسبب الربو ، إذ تؤكد التقارير أن العدد الفعلي لهم يفوق نصف عدد أيام مبارك في الحكم، أما الذين اُغتيلوا بغير محاكمة أو الذين أعدموا بعد محاكمات صورية جائرة يفوق ضعف عدد أيام مبارك في الحكم .
أما الذين قتلوا على يد الشرطة (باشاوات مبارك) في أقسام الشرطة نتيجة التعذيب فيصل إلى ما يزيد عن ألفي حالة وفاة منهم 75 حالة عام 1997 فقط حدثت لمواطنين عاديين ليست لهم علاقة بأعمال العنف أو بالجماعات الإسلامية. وهناك بعض الحالات التي تم خلالها تعذيب المواطنين كنوع من المجاملة لبعض ذوي النفوذ ، أو لمجرد تصفية حسابات شخصية.
أما من قتلوا نتيجة رعونة مبارك مع العدو الصهيوني من الضباط والجنود والمواطنين المصريين بأيدي الغدر الصهيونية على الحدود المصرية طوال فترة حكم مبارك يقدر بالعشرات، يضاف إلى ذلك 1635 أسير حرب مصري في السجون الإسرائيلية لم يسمع لهم حس ولا خبر بعد حرب 67 وقد كفى مبارك علي الخبر ماجور.
يضاف إلى هذه الجرائم حالات أخرى يعرفها المجتمع المصري ارتكبت بأيدي نظام مبارك منها مقتل سليمان خاطر في سجنه مرضاة للصهاينة أصدقاء مبارك، وكذلك اغتيال الفنانة سعاد حسني في لندن بطريقة بوليسية مخابراتية خوفاً من مذكراتها التي أزمعت كتابتها.
ولا أظن بعد هذا إلا أن إعدام مبارك واجب وطني لرجل كان أكثر من عدو للشعب المصري، ولعل القصاص العادل لا يكتفي بإعدام مبارك ألف مرة، إذ يجب أن يطال المئات من رؤوس المجرمين الذين عملوا في حكومات مبارك ونظامه وحزبه الأفسد.
KHFAJY58@YAHOO.COM
Post Comment