الحاكم والدستور
بقلم - ولاء الدين بدوى :-
عندما حضر محمد على باشا الى مصر لم يكن يتخيل أنه سيصبح حاكما على هذه البلاد فهو كان يحضر من قبل الخلافة العثمانية فى حامية عسكرية لتأمين البلاد وأنما كان يحضر معه ذكائه ودهائه الذى أستثمره حتى وصل الى سدرة الحكم فى مصر وكان أول حاكم يختاره الشعب المصرى.
ويصر عليه من مئات السنين رغم تابعية مصر فى ذلك الوقت الى الخلافة العثمانية فى استنبول واستطاع هو بذكائه ان يورث هذا الحكم لأولاده واحفاده حتى قامت ثورة ( أنقلاب )1952 بيد ضباط مصريين كانوا يرون أن أسرة محمد على ليس لها الحق فى حكم البلاد فهم غير مصريين فى أصولهم ولغتهم ولكن استطيع ان اقول ان محمد على باشا أحب هذه البلاد كما لم يحبها حاكم مصرى من قبل واستطاع ان يزهرها وينميها على مدار 45سنه حكم فيها هذه البلاد استطاع من خلالها ان يرجع هيبة مصر ووضعها وسط الأمم الأخرى .عندما تولى محمد على باشا فى المحكمة الشرعية بأمر الشعب المصرى وقياداته فى ذلك الوقت من شيوخ الأزهر (اين هو الان؟)فى سنه 1805 م وضعوا له دستور يحكم به هذه البلاد ولا يخرج عنه صحيح ابعد قيادات المصريين بعد ذلك عن طريقة ولكنه لم يبعد الشعب المصرى نفسه عنه واستطاع فى سنوات حكمه ان يكون دولة قوية داخليا وخارجيا تهابها الدول .أذن فمن يقول ان محمد على باشا ليس مصريا أقول له بالله عليك من هو المصرى اذن؟
وانما عندما جاء الضباط الاحرار(قال احرار قال اسم على مسمى) بثورتهم وجاء منهم حاكم يتولى امور البلاد وهو مصرى أصيل ابا عن جد جذورهم مصرية ونبتتهم من هذه الارض السمراء أهلكوها وطمثوا هويتها جيلا بعد جيل على مدار السنين وحتى الان . انا ليس من انصار ناصر ولا انصار السادات وطبعا ليس من انصار مبارك وانما انا مواطن مصرى اتضح انه يعشق هذه البلاد .
وارى ان الرؤساء السابقين لمصر أحبوا انفسهم أكثر من حبهم اهذه البلاد والدليل على ذلك منذ عام 1952 والدولة المصرية فى تدهور من حاكم الى اخر استغلوها جميعا حتى يظلوا على كراسيهم اكبر مدة ممكنة وللاسف( الله يعطى الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء )فجميعهم نهايتهم فييها انذار من الله عز وجل لمن يأتى بعده ولكن من يأتى لا ينظر الى التدخل الربانى فى نهاية سابقيه .
عندما صدرأول دستور للدولة المصرية فى عهد الخديوى توفيق 1882م كان اول دستور مصرى أصيل ينظم العلاقة بين الحاكم وشعبة انما للاسف مالبث ان سلطات الاحتلال الانجليزى ان الغتة ولكن الشعب المصرى واصل جهاده الى ان صدردستور جديد فى 19 ابريل 1923م وأنعقد وفقه اول برلمان مصرى فى 15 مارس1924م وكان دستورا قويا صعب تغييره ولكن للاسف الغى وكان مكانه دستور 1930م والذى مالبث ان اعيد مرة اخرى بعد مضاهرات واتجاجات كثيرة على دستور 1930 (البركة فى ترزية القوانين فى كل وقت)واعيد دستور 1923 مرة اخرى الذى ظل معمول به حتى ديسمبر 1952م وعندما جاء ناصر وشركاه لحم البلاد بدل ما يضع دستورا قويا يناصب الغاء الملكية فى 18 يونيو 1956م كانت البلاد تعمل من 52 الى 1956م بأعلان دستور اذن حكاية الاعلان الدستور هذه ليست غريبة على العسكر وانما نحن الذين لم نقرأ تاريخنا جيدا.فى 1958م أثر قيام الجمهورية العربية المتحدة أعلن دستور 1958م دستور الوحدة مع سوريا الذى جرنا فى حروب كثيرة واستمر العمل به حتى مارس 1964م اى بعد سقوط الوحده بثلاث سنوات لماذا استمر بعد سقوط الوحده الله اعلموا( اسألوا ناصر)اما كان من رجلا يتقى الله يقول ايها العسكر كفى عبثا بنا وضعوا لنا دستورا لا يتغير حسب الاهواء .ولكن هيهات وصدر بعدها اعلان دستورى اخر (لماذا اذن)ظلت تعرف رسميا بأسم الجمهورية العربية المتحدة حتى صدور دستور 1971م وكل هذه السنين لم يعمل دستور يحدد حقوق وواجبات الحاكم وكان التحدث عن الدستور وكأنه شركا والعياذ بالله وتفتح المعتقلات أبوابها على مصراعيها فى عهد ناصر والسادات لمجرد الاختلاف فى الراى مع الحاكم انما فى عهد مباركمصر كلها كانت سجن كبير معتقل فيه الشعب بأكمله.
وكانوا حكامنا الثلاث( العسكر) المظام يمنون على الشعب بحكمه له وللأمانة انهم ثلاث شخصيات مختلفة فى الطباع وانما كانوا متخرجين من نفس المدرسة التى همشت الشعب المصرى على مدار السنين وجعله فى غيبوبة دائما بأساليب مختلفة تختلف حسب العصر الذى حكموا فيه .وانما مبارك وضعه مختلف قليلا فكان يستطيع ان يخلده التاريخ ان نظر ولو بعين واحده الى صديقته امريكا الذى رمى نفسه والبلاد فى حضنها لعقود واخذ منها دستور قوى ليحكم به مدته ويمضى ليخلد فى تاريخ البلاد الم يعلم مبارك ان امريكا فى 1784م عقدت اول مؤتمر لها للدستور الامريكى وكان ايضا به اختيار أول رئيس لها جورج واشنطن (أذن من مئات السنين الدستور قبل الرئيس)الم يعلم ان اول مادة فى الدستور الامريكى تقول ان جميع القوى السياسية لابد لها ان تكون فى المجلس التشريعى الاعلى والذى يتألف من مجلس الشيوخ والنواب مثل (الشعب والشورى عندنا وانما عندنا وضعوا طراطير فوق رؤسهم على مدار السنين )فى لأحد .ألم يعلم انه لا يحق لاحد من ممثلى الدولة الحيش او الشرطة دخول بيت مواطن الا بموافقة المالك وانما عندنا كانت البيوت مباحة للشرطة (زوار اخر الليل)وللمحاكمات العسكرية لاتفه الاسباب للالاف الاشخاص.
لك الله يا شعب مصر عندما يأتى احدا جديدا ليحكم نفتح له ذراعينا بكل حب وأنما يطعنا فى صدورنا بكل جبن.
ومن الغريب اننا عندما نتكلم عن الدستور بسمع ابواق تقول ان الدستور المصرى مأخوذ من الدستور الفرنسى ياالله سمعت هذه الكلمة الالاف المرات الم يقرأ احد من هؤلاء الذين يدعون المعرفة والثقافة قليلا ليعرفوا من اين تأتى دساتير بلادهم ولماذا تأتى من الخارج اعقمنا الافكار والتشريعات والفقهاء الدستوريين والقانونيين فى مصر وانما كان فى بدايتها أسباب لهذا الاعتقاد وهو ان الحكومة المصرية من ايام محمد على باشا استعانت بعدد من الاستاذة للتدريس فى مدرسة الحقوق المصرية وايضا استرشاد المحاكم المصرية بأحكام القضاء الفرنسى نتيجة لدراسة عدد كبير من القضاة المصريين فى فرنسا فى ذلك الوقت وعلى الرغم من ذلك ان دستور 1971م الذى كنا نتبعة حتى قبل تنحى مبارك أغلب مواده من الدستور البلجيكى وليس الفرنسى على الرغم من ان بلجيكا دولة ملكية .
وانما كان حكامنا يحكمونا بأسلوب ملكى فى شكل جمهورى وكانت عبارة حتى يفرقنا الموت التى تقال فى عقود الزواج كانوا يتمسكون بها معنا ولكن حتى يفرقنا الموت نحن الشعب .يا من تأتىحاكما ويا من تعملون الدستور اعملوا دستورا قويا نتحدى به حكامنا ونتحدى به الزمان معا لا يتغير حسب الاهواء وحسب الحكام اتقوا الله فى مصر واعلموا ان مصر باقية وانتم الفانين
ليست هناك تعليقات