أخبارنا

متى تكتب النخبة الجزء الثانى من عودة الوعي؟


بقلم - محمد ابوطور :- 
فى 11 ابريل 2011 كتبت رسالة بهذا المعنى وجهتها للكاتب الكبير بلال فضل ألومه فيها على تأييده غير العادى لطنطاوى ومجلسه حين سالت دماء شهداء الجبروت العسكرى ولم تجف ، وهشمت عظامهم و لم تجبر ، واستمر هو فى الدفاع المستميت عن العسكر.

واليوم أجد نفسى مضطرا لإعادة نفس الكلمات بتصريف جديد ولكن فى رسالة للمثقفين المبدعين ، خاصة بعد أن كتب الأديب العالمى علاء الاسوانى مقاله المعنون  " إلى أين يأخذنا الرئيس " ؟! ...بعد أن أضاع قسطا من عمره تأييداً وتشجيعاً للرئيس وجماعته .

بداية أنا من أشد المعجبين والمتيمين بالكاتب الساخر بلال فضل والأديب العالمى علاء الأسواني والإعلامي المخضرم حمدي قنديل وغيرهم  .

 اتفق معهم واختلف ولكن لا يُفسد الود بيننا .

 ولا أحد يستطيع أن يزايد على وطنيتهم وعشقهم لمصر وإخلاصهم لترابها .

 ولو أرادوا بيع ألسنتهم وأقلامهم لربحوا مالاً نافسوا به بيل جيتس فى قائمة فوربس السنوية ، ولكن وطنيتهم وقفت حائط صد أمام كل محاولات الترغيب الذي سبق الترهيب قبل تحوله لقطع عيش تارة والملاحقة تارة أخرى ، ولم يفلح ذلك كله فى  إجبارهم على أن يولوا وجوههم شطر السلطة بديلا عن قبلة ارتضوها  هى وطن بحجم مصر .

هذه مقدمة حتى نستطيع الولوج إلى موضع الاختلاف بقلب جامد .

 من حق كل منهم أن يؤيد ويناصر ويزكى من يشاء وقتما شاء كيفما شاء ...ولكن ....قليل من التريث والتأني مطلوبين قبل أن يخرج الرأي من دائرة الصدور الضيقة إلى ساحات المريدين المتسعة فيعتنقوه ويصرخوا به ويستميتوا فى الدفاع عنه .

هذا المثقف وغيره يؤثروا فى الملايين من متابعيهم ، إذا أشار يساراً تحولت قافلة معجبيه للمسار الجديد ، وإذا تموضع أخذ المحبين نفس الوضعية.

إذن لا مانع من أن يتمهل المثقف فى إبداء آرائه ، لا يدلى بها إلا بعد مراجعتها مرات ومرات ومرات، وإلا فليأسرها فى نفسه ، لا ضرر ولا ضرار. 

لأنه من العيب الجسيم والتشويش المظلم والتضليل الفاحش أن يهدر المثقف  ...حبر قلمه دفاعا ....وحركات لسانه متحدثا ....وبنات أفكاره  متبنياً.. لموقف أو مؤيدا لشخص  أو داعماً لجماعة  ثم بعد فترة يكتشف الخطأ العظيم  الذى وقع فيه فينكص على عقبيه مطالبا أتباعه بإتباعه .... بعد فوات الأوان  وخراب مالطا.

لهذا أنا لا أرى تفسيرا واحدا لما يكتبوه باقتناع الآن ، ويروجوا له ، ويشنف آذانهم التصفيق له ، سوى أنهم سيأتوننا بعد فترة من الزمان ليكتبوا " مشاهد ومشاعر استرجعت من الذاكرة مثلما فعل الكاتب الكبير توفيق الحكيم فى مراجعته الصادقة عودة الوعي الذي خط فى مقدمتها كلمات توصف حالة مثقفينا..... كتب الحكيم يقول   " فحامل القلم والفكر مسئول عن تبليغ الناس بما يراه حتى وإن كان غير مسئول عن صحة الرأي فهو ليس بمعصوم من خطأ التقدير أو خداع النظر أو سوء الفهم أو سلامة الحكم أو حجب مصادر العلم ، ولكنه مسئول دائما عن الصدق والإخلاص فى الرأي كما استطاع أن يراه  "

انتهى الاقتباس. 

عندما ينفك ذلك الارتباط الروحي الحكيمى ( نسبة للحكيم ) بين المثقفين وآرائهم المتعجلة غير المدروسة  ، وعندما يتحرر فكرهم من شلل الثقة ..... والتعبير هنا للحكيم .....

وعندما يطبقوا شك الغزالى وديكارت .

ساعتها سيبدءون فى كتابة ملحق لعودة الوعي الحكيمى .

والسؤال هنا هل ينتظروا عشرين عاما مثلما فعل الحكيم ؟

وساعتها هل يمكن إصلاح ما أفسدته حروفهم المتسرعة؟

الإجابة :.... توفيق الحكيم .
AHMED

هناك تعليق واحد:

  1. أحمد عبد الرحمن29 سبتمبر 2012 في 5:16 م

    عودة الوعى مطلوبة ليس للنخبة فقط ولكن لجموع الشعب حتى لا يأكلنا الندم وقت لاينفع فيه البكاء على الوطن المهدور.

    ردحذف