أخبارنا

الابتسامة التي هزت عرش مصر


داهمه شعور بالفرح والانبساط صباح يوم مشهود استيقظ فيه مبكرا كعادته ، السرور كان عنواناً رئيسياً أضفى مزيداً من البهجة والانشراح (بتاعة باسم يوسف) عليه، فاليوم سيقابل شعبه (حبيبه) رفيق ثلاثون عاماً في رحلة الكفاح والتضحية ، ورغم أن حبيبه (شعبه) قد خلى وغدر به و لاف على غيره متنكرا لسنوات طوال من الهنا والاستقرار ، إلا أنه أصبح متأكداً لدرجة اليقين أن حبيبه قد عرف الحقيقة ، وأقسم بالثلاثة انه ولا يوم من أيامك يا ريس .

وقف أمام المرآة بكل عظمة وكبر يسترجع كلمات آخر لقاء مع ( حبيبه)...أنا أو الفوضى... قالها وهو يدرك معناها وأبعادها فالرئيس دايما على حق وهو مطلع على الأسرار والسرائر والنوايا والأعمال ....لم يسمع حبيبه ( شعبه) الكلام ولم يلتفت للتحذير فاختار الإخوان المرادف الوحيد فى كل المعاجم للفوضى والخراب.

أعتدل فى وقفته ولسان حاله يقول : " اليوم سأقابل حبيبي لابد أن يراني فى أطيب حال ....خلاص لا داعي للمسكنة والتمارض ...حبيبي عرف الحقيقة وهو في انتظاري لكي يعلن أسفه وندمه واستغفاره وتوبته وعزمه ألا يعود لفعلته ثانية ".
وصلت الطائرة ونزل منها على كرسيه لأول مرة ، ودخل زنزانته ولوح وابتسم لشعبه فتحركت آلاف من عضلات وجهه لتؤكد الفرح المغلف بالشماتة ، والسرور المغطى بالتشفي ، والبهجة التي صاحبتها حروف " مش قلتلكم ... تستاهلوا" .

ابتسامة تجاوزت مقياس ريختر ، أصابت الزمرة الحاكمة بالحيرة ، وقلوبهم بالوهن وعروشهم بالتصدع ، ثقة ومعنويات مرتفعة للمبتسم قضَّت مضاجعهم وزادتهم ارتباكاً ، فخرجت تصريحاتهم مرتعشة خائفة هزيلة تؤكد رؤيته ونبوءته.
ضعفهم منحه القوة ، وفشلهم رفع معنوياته ، وخيبتهم اللي بالويبة أعطته أملا فى الغد.

يا خسارة يا مصر .....اليوم فقط نستطيع أن نعلن بكل أسي وحسرة وأسف أن ثورة 25 يناير قد ماتت وقبرت بأيدي من لم يشارك فيها وركبها غشاً وزوراً وغدرا ، ونقضوا غزلها من بعد قوة أنكاثا أما عن الشعب المتسبب فى تلك المشاهد العبثية ، المسالم الخانع الخاضع اليائس الميئوس منه ، فإلى مقال آخر إن شاء الله.
(بقلم : محمد ابو طور)

AHMED

ليست هناك تعليقات