الثورة « المظلومة » والحكم « بالإعدام »
► ثورة 25 يناير ثورة مصر العظيمة
- بنا لنذهب إلى مكان الحدث إلى ميادين الأحداث إلى البداية إلى أول يوم قيل فيه إتهاماً أن هؤلاء الشباب عملاء ( يأكلون من كنتاكى ) بالإضافة إلى العديد من الإتهامات كما قيل أنهم شباب بلا جدوى بلا منفعه ، حتى بعد موت أحدهم ( بعد إستشهادهم ) أُتهموا بإتهامات شنيعه ، وتحول فعلهم العظيم إلى قضية وتحولت قضيتهم إلى موضع خلاف ( هؤلاء شهداء أم لا ) ، وأصحاب هذا الإخلاف هم من فازوا منهم بالشهرة ومنهم بالسلطة ومازالوا فى نعيم ثمار هذه الثورة ، بالإضافة إلى « الحرية والكرامة » التى لو لم تكن الثورة ما عاشوهما .
► ما بعد الثورة ولمحة من التاريخ - حلم ( المجلس العسكرى ) بحكم مصر تكمالاً لحلم « مجلس قيادة الثورة » عقب ثورة « يوليو » والذى حكم مصر لأعوام بل لعقود ، لكن حلم ( العسكرى لم يكتمل ) وسرعان ما تحقق حلم « الإخوان » بالنيل من السلطة وحكم مصر ومحاولة الإستيلاء على كافة السلطات ، هذا الحلم الذى طال أمده منذ ثورة « يوليو » تحديداً فى عهد « نجيب » وكان وقتها « القضيبى » هو المرشد العام للإخوان ، وحصلو الإخوان على ثلاث وزارات من وزارة محمد نجيب التى تشكلت تحديدا فى 17 سبتمبر 1952م .
► حكم مرسى ومحاكمة مبارك- أول محاكمة لـ « مبارك » أتذكر وقتها كان الشعب بل وكل العالم كان بداخلهم حالة ممتزجه بـ ( الشعور بالذهول والشعور بالفرح ) ، وأطلق وقتها إسم « محاكمة القرن » ، كما أتذكر وقتها مشهداً رأيته عندما كنت فى مكتب محمد حنفى مدير مكتب محافظ الجيزة د / على عبد الرحمن وجدت كل الموظفين ( ادارة ، علاقات عامة ، رجال الشرطة ، شئون ، الجميع .. ) تاركين عملهم جالسين لسماع الحكم فى القضية ، بالإضافة إلى العديد من المشاهد فى الشوارع وأقوال الناس المختلفة الآراء وتكررت المحاكمات والنتيجة واحده ، وتولى مرسى حكم مصر وكل المواطنين آملين التقدم للأمام ولكن كل يوم نجد خيبة أمل جزء أو فئة من المواطنين ، تحديداً كل من كانت له مشكلة منتظراً حلها من « الرئيس مرسى » مثل المحاكمات العادلة أو القصاص ، ومشكلة الأجور ، ومشكلة الدستور ، ولكن حقيقة خيبة الأمل واضحة واليأس فى وجوه المصريين واضحاً لأن سياسة « مرسى » لا تعنى إلا أنه يحاول أن يثبت أن مبارك كان محقاً فيما قاله فى حق الإخوان بل والأكثر أثبت بإدارته الفاشلة أن « مبارك » عظيماً ، وكان ذلك واضحاً فى آخر محاكمة التى رأينا فيها مبارك بإبتسامة عريضة يشير بيده للمواطنين كما كان يفعل عندما كان رئيساً ولاحظت فى نظرته كأنه يقول أنا على حق أنا الرئيس الأفضل لمصر وأن الثورة وشكت على الموت .
► الإعلام وحديث الشعب - كلما فتحت صحيفة فاجئنى الطابع وفاجئتنى الآراء ، لمست تغير بعض الأقلام ، وتغيرت الألسنة على شاشات التلفاز ، وموقع الإنترنت كـ « فيس بوك وتويتر » والمنشورات التى تُنشر عن مبارك بأنه الزعيم وأنه البطل وأننا نفتقدين له ، فأصبتُ بحالة من الحزن لأن كل ذلك أعطنى مفهوماً واحداً هو أن مبارك بطلاً وشباب الثورة ( الأموات والأحياء ) .................. عفواً لا يمكن أن أكتب هذا الوصف ، وأعلم أن رأى الناس تغير بسبب حكم مرسى الذى أزاد من شعبية مبارك .
► إستشعار بالحرج- هيئة المحكمة تستشعر بالحرج فى الحكم بقضية أو بقضايا مبارك ، هذه الجملة كل شخص فسّرها على طريقته سواء متخصصون أو غير ، وأنا أيضاً لى طريقة بسيطه ومتواضعه فى تفسير هذا الاستشعار ، سبب إستشعار القاض بالحرج : أوراق قضية مبارك والإتهامات الموجهه إليه عندما إتطلعت عليها هيئة المحكمة وجدوا ما فعله مبارك وجعله ( مداناً ) هو ما يفعله مرسى الآن ، ومن باب العدالة الحكم الذى يناله مبارك يجب أن يناله مرسى لأن ما تورطه فيه مبارك هو ما تورط فيه مرسى الآن ، فيجب على القاض إحضار مرسى ليُحاكم ، وإلا سنعيش فى شئ من اللا عدالة لا أصف واصفاً غير ذلك إحتراماً للقضاء ، فهذا كان سبباً لإستشعار هيئة المحكمة بالإحراج ( شهداء فى عهد مبارك وشهداء فى عهد مبارك ) .
► ختـــــــــــــامـاً - ليس معنى أننى أعترض على « أحمد شفيق » أُعطى صوتى لـ « مرسى » ، وليس معنى أن البلد فى تدهور يصبح عودة مبارك حلاً ، أرجوا أن لا نحلم فى بلاد الوهم ، ولا نحزن فى بلاد الحب ، ولا نيأس فى بلاد التاريخ والحضارة ، ما رأيناه من مبارك ونظامه الفاسد أرجوا أن لا يتغير موقفنا تجاهه ، مبارك فاسد لو لم يفسد أو يقتل فقد صمت وصمد أمام كل هذه الجرائم ، الثورة سلاحنا ، والشهيد له حق ، ومرسى عقاب سوء إختيار وليس عقاب أننا ظلمنا مبارك كما يقال ، ( لا تظلموا الثورة ولا تحكموا عليها بالإعدام ، لأن هذا كان هو هدف النظام الكاحل الظالم المُظلم .. موت الثورة أو حتى إجهاضها ) .
(بقلم -حمادة دريوى)
ليست هناك تعليقات