موكب الحاجة تزينه كوسات وخيول وطيور ووداع مهيب إلي الآخرة .. l الست مملوكية 3
واصلت نادية طه عبد الفتاح الباحثة الأثرية بالقاهرة التاريخية حكاياتها لشبكة فكرتنا الإخبارية عن المرأة في العصر المملوكي وأهم منشآتها،والكثير من جوانب حياتهن التي اتسمت بالإثارة،خاصة نساء السلاطين وأمهاتهم،ومنها خروجهن إلى الحج
فنجد أن السلطان كان يهتم بهذا الحدث فيجهز لهن جهازاً عظيماً، حيث كانت تسافر في برج كبير، وتتدق لها الطبول فيصف لنا لمؤرخ تقي الدين المقريزي أن موكب حج خوند بركة أم السلطان شعبان أنه تَجمّل "بالكوسات" وهي عبارة عن تروس صغيرة يُدق بإحداها على الآخر بإقاع مخصوص ومعها الطبول ويُدق بها مرتين في القلعة في كل ليلة.
بالإضافة إلى العصائب السلطانية وهم الصحبة التي تُصاحب السلطانة أو الأميرة من خيول وطيور ومن الرجال ما بين عشرة إلى أربعين رجلاً، أما موكب حج "خوند جُلبان"زوجة السلطان الأشرف برسباي فقد سافر معها المحمل من أجلها قبل موعده الأساسي بثلاث أيام وكان يتميز بالأبهه والفخامة.
هذا ولم يكن تمتع المرأة في العصر المملوكي بالإحترام والتقدير في حياتها فقط بل حتى بعد وفاتها، فعند وفاة أحدى زوجات السلاطين أو الأمراء، كانت تُشيع في مشهد عظيم وأمامها القضاة الأربعة والأمراء والمقدمين وينزل السلطان وكل موظفي الدولة للصلاة عليها.
ويقال أنه كان يحتفل أحياناً بمرور أول جمعة على الوفاة بأمر من السلطان بإقامة مائدة حافلة يدعوا إليها القضاة الأربعة والأمراء والقراء والوعاظ لإحياء الذكرى بآيات من القرآن الكريم.
علاء الدين ظاهر
Post Comment