فرعون أعاد النوبة إلى السيادة المصرية قبل ألاف السنين ..l حكايات عبد البصير 4
يحكي د.حسين عبد البصير مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية قصة الملك مونتو حتب الثاني،وذلك ضمن موضوعاته بالتعاون مع شبكة فكرتنا الإخبارية تحت عنوان"حكايات عبد البصير"،والتي نغوص فيها عبر التاريخ المصري القديم مع عدد من الملوك المصريين العظام والملكات،والذين لعبوا دورا مهما في تاريخ مصر.
يقول عبد البصير :بعد عصر طويل من الاستقرار السياسي، انقسمت البلاد وشهد عصر الانتقال الأول انهيار الدولة والسلطة المركزية وطغيان سطوة حكام الأقاليم المصرية وبزوغ نجمهم. وفي النصف الثاني من عصر الأسرة الحادية عشرة، ظهر الفرعون مونتو حتب الثاني نب حبت رع ووحد مصر؛ فأصبح الموحد الثاني للأرض المصرية بعد الملك مينا الأول، وأسّس الدولة الوسطى.
وحكم الملك مونتو حتب الثاني حوالي 51 عامًا. ووحد مصر تحت سلطة ملك واحد في حوالي عام حكمه التاسع والثلاثين، منهيًا بذلك عصر الانتقال الأول، ومؤسسًا عصرًا من الاستقرار السياسي والرخاء الاقتصادي للبلاد،وعندما صعد مونتو حتب الثاني لحكم البلاد في منطقة طيبة (الأقصر الحالية)، كان يحكم جزءًا كبيرًا من البلاد والذي ورثه عن سابقيه يبدأ من الجندل الأول في منطقة أسوان جنوبًا إلى الجنوب من منطقة أبيدوس في محافظة سوهاج في صعيد مصر شمالاً.
وفي العام الرابع عشر من حكمه، حدث صراع في الشمال ضمن الصراع الأزلي بين الشمال والجنوب بين الملك مونتو حتب الثاني الموجود في طيبة وبين بقايا الأسرة العاشرة المنافسة له والموجودة في منطقة هيراكليوبوليس (إهناسيا المدينة في محافظة بني سويف) والتي كانت تهدد بغزو مصر العليا حيث كان يسيطر الفرعون مونتو حتب الثاني.
وقد تمت تسمية هذا العام "عام جريمة الإقليم الثيني" في إشارة واضحة إلى غزو منطقة الإقليم الثيني في محافظة سوهاج من قبل ملوك منطقة هيراكليوبوليس الذين قاموا بالاعتداء على الجبانة الملكية المقدسة في منطقة أبيدوس في سوهاج. فقام الملك مونتو حتب الثاني بإرساله جيوشه المقاتلة إلى الشمال للرد بالقوة على ما قام بها ملوك منطقة هيراكليوبوليس.
وأكبر دليل على هذه الحرب المقدسة لتوحيد البلاد هو عثورنا على أجساد ملفوفة في الكتان وغير محنطة لحوالي ستين جنديًا في مقبرة الجنود الشهيرة في منطقة الدير البحري في الأقصر في عشرينيات القرن العشرين الماضي. وعثرنا على اسم الملك مونتو حتب مكتوبًا على الأغطية الكتانية التي كانت تلف بها أجسادهم.
وتم قتل هؤلاء الجنود في معركة الشرف في الرحلة الطويلة لتوحيد مصر المبعثرة آنذاك. ونظرًا لقرب هذه المقبرة الخاصة بهؤلاء الجنود من المقابر الملكية في منطقة طيبة، نعتقد أن هذه المقبرة تخص الأبطال الذين حاربوا وماتوا في الصراع الدموي بين الملك مونتو حتب الثاني وأعدائه من ملوك الشمال المنافسين له. وبموت حاكم مصر السفلى في هذا الصراع، ضعفته مملكته، مما جعل الفرصة سانحة أمام مونتو حتب الثاني لتوحيد مصر.
وعلى الرغم من أن تاريخ التوحيد غير مؤكد، فربما حدث قبل العام 39 من حكمه،وكذلك أمر الملك بخروج حملات عسكرية إلى النوبة كي يعيد النوبة إلى السيادة المصرية وأقام حامية في إلفنتين في أسوان. وقام أيضًا بأنشطة عسكرية في أرض كنعان في جنوب فلسطين.، إن الملك مونتو حتب الثاني نب حبت رع ملك عظيم وقائد عسكري فذ أعاد مصر إلى الوحدة والسيادة والمجد والرخاء، فتم توقيره من قبل ملوك مصر اللاحقين وذلك لعظيم دوره وجميل صنيعه من أجل مصر الخالدة
علاء الدين ظاهر
Post Comment