أخبارنا

مقهي التاريخ.. I حكاية مشروب أحبه المصريون وأصبح مكانا يجلسون عليه حتي منعهم فيروس


رغم قسوة المشهد حالياً بسبب فيروس كورونا،فانه لا يخل من طرافة كشفت عنها مجموعة كوميكسات انتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي،ترصد شوق ولهفة المصريين وخاصة الرجال الي الجلوس علي المقهي أو بالعامية المصرية القعدة علي القهوة.

فقد كانت من ضمن إجراءات الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا غلق المقاهي بشكل تام،وقبل الغلق تم حظر تقديم الشيشة كونها من أبرز ناقلات الفيروس وما شابهه،وعقب قرار الغلق ضج عالم السوشيال ميديا بكوميكسات عن افتقاد القعدة علي القهوة.


وما لا يعلمه كثيرون أن المقهي ليس مجرد مكان للجلوس وتناول المشروبات،بل تاريخ كبير ارتبط بهذا المشروب الذي لا ينافسه في السيطرة علي مزاج المصريين غير الشاي،وهذا التاريخ كشفه لنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز.

وعن بيوت القهوة أو المقاهى قال: هل تعلم انه من معانى كلمة قهوة النبيذ اى الخمر،كذلك من معانيها الاقهاء أو الاقعاد عن النوم والطعام أيضاً، وربما اشتق الاسم من منطقه باثيوبيا يعتقد أنها موطن البن تدعى كافا أما رائحة القهوة النفاذة فتسمى بالبن.

وقد اختلف فى مكان ظهور  البن بين اثيوبيا واليمن،فقد كانت الأخيرة منذ وجود البن بها من عام ١٤٥٠ م  هى مركز التوزيع والانتشار،حيث انتشر بين صوفية اليمن حتى دخل مصر فى بدايات القرن ١٦ م عن طريق صوفية اليمن باحدى حارات الأزهر،وانتشرت القهوة من منطقه الأزهر حتى صارت من المشروبات المحببة للأهالى.

 ومن مصر المركز الثانى للقهوة بعد اليمن انتقلت القهوة  للحجاز عن طريق الحجاج نظرا للقرب الجغرافي مع اليمن،ومن ثم  الى الشام ثم إلى السلطنة العثمانية، وأصبحت سلعة البن من السلع العثمانية الاستراتيجة ومن تركيا دخلت أوروبا ومنها إلى أمريكا اللاتينية،حتى أصبحت البرازيل فى القرن ١٩ من أهم منتجى البن فى العالم.
 ‏
ومن المعروف كذلك مع بدء ظهور القهوة وانتشار شربها ظهر بعض الفقهاء الذين افتوا بأنها حرام لاعتقادهم انا تذهب العقل كالخمر،خاصة أنها انتشرت مع الصوفيه والذى يكون لبعضهم طقوس غريبة فى مجالسهم،
الا انها كذلك وجدت من يحللها ويدافع عنها،حتى لقد كان خاير بك فى الكعبة ووجد أناساً مجتمعين بأحد زوايا المسجد، حتى ما رأوه اطفأوا فوانيسهم، ورأى معهم كأساً يتناولوه بالشرب، فسأل عنه فكان القهوة فرفض ذلك منهم وانكره.

وتابع فوزي:أصبحت القهوة فيما بعد محللة والمشروب الاهم فى مصر والحجاز وتركيا وغيرها،وعرفت انواع القهاوى فيما بعد بأسماء البلدان،مثل قهوة تركى وقهوة فرنساوى خاصة أن تركيا كما قلنا كانت تحتكر تجارته ومنها انتشر إلى أوروبا.

 هذا وقد انتشرت وكالات البن بمصر كذلك نظرا لرواج هذا المشروب،أما عن ظهور بيوت القهوة بالمصطلح الوثائقى أو المقاهى،قال أن البداية الحقيقية لبيوت القهوة فى مصر كانت فى بدايات القرن ١٦ وتحديدا من حى الأزهر، وظهر شكل بيوت القهوة لأول مرة حيث أصبح هناك دكان يتم تحضير القهوة به وياتى إليه الزبائن ويجلسون .
 ‏
 ‏ولا يكتفون فقط بشرب القهوة، فكانوا يقدم لهم النرجيلة والشيشة،كما كانت تقدم عروض فنية كذلك من خيال الظل والحكاواتية وغيرها من احتفالات رمضان والاعياد والمناسبات الأخرى، فأصبح مكان ترفيهى مثل النوادى والكازينوهات حالياً، بعد انا كان يتم تحضير القهوة من قبل باعة جائلين يقومون باللف فى الأسواق والشوارع حتى اصبحت القاهرة مركز إشعاع وانتشار لفكرة بيوت القهوة أو المقاهى،خاصة بعد الإفتاء بعدم حرمانيتها.

علاء الدين ظاهر 
AHMED

ليست هناك تعليقات