أخبارنا

باحث يكشف حكايات من تاريخ سيناء في ذكري تحريرها..I تعرف عليها


قال علي أبودشيش خبير الاثار المصرية وعضو اتحاد الاثريين:شهدت سيناء على مدار تاريخها أهمية دينية وعسكرية واقتصادية لمصر، فعليها استقر إنسان ما قبل التاريخ، وعلى أرضها خرج موسى عليه السلام وقومه، وعلى ترابها كان أول طريق حربي في العالم، وفى أرضها معادن النحاس والفيروز، وعلى أرضها قدس ملوك مصر القديمة، وشهدت أرضها نشأة الأديرة المسيحية، وسارت على أرضها جيوش المسلمين فاتحين مصر فعاصرات الحقب المختلفة من تاريخ مصر.

جاء ذلك بمناسبة ذكري تحرير سيناء التي تحل في 25 أبريل كل عام،حيث أشتهرت أرض الفيروز في التاريخ المصري القديم بمناجم الفيروز والنحاس التي استخدمها المصريين فى صناعه الأوانى والحلى والتى تبقى شاهدًا فريدًا على هذه الحضارة التى لا تزال باقية حتى الآن، مؤكدًا أن التاريخ اختار سيناء ليسجل فيها الكثير من الذكريات والحوادث، فقد كانت الجسر الذى عبرت عليه حضارات عصور ما قبل التاريخ امتدا الى يومنا هذا.

وكانت سيناء أقدم طريق حربى فى تاريخ العالم القديم وهو الطريق التى سارت عليها جيوش مصر عند الذهاب الى آسيا، والذى سارت عليه الجيوش التى أتت عند غزوها لمصر وسلكت أيضًا جيوش الأشوريين والفرس والأسكندر الذين عزوا مصر، وتابع:"استغل المصريون فى عصر الدولة الوسطى مناجم منطقه سرابيط الخادم بجنوب سيناء وشيدوا بها معبد للربة حتحور فى عهد سنوسرت الأول وتركوا بها مئات النقوش واللوحات والتى تحوى بجانب اسماء الملوك أسماء رؤساء البعثات وبعض أعضائها.

وشهدت منطقة شمال سيناء نشاطًا تجاريًا محدودًا خلال الدولة القديمة والوسطى حتى تعرضت مصر إلى حكم الهكسوس، ثم أدركت أهمية حماية وتحصين الحدود الشرقية على الطريق الحربى القديم بين مصر وفلسطين المعروف باسم طريق حورس الحربى وأنشأت القلاع والحصون وحفر الآبار،حيث كان طريق حورس الحربى من أهم الطرق العسكرية التى أنشئت فى مصر القديمة عبر تاريخها وتحدثت عنه الوثائق مثل أخبار الملك سيتى الأول وحملته على فلسطين، وكان الطريق يبدأ من القنطرة شرق حتى رفح ونقشت معالمه على جدران معبد الكرنك.

وهناك  النقش الشهير للمك ستى الأول توضح مراسم استقباله عند قلعة ثارو(تل حبوه حاليًا)،وتميزت الحضارة المصرية القديمة خلال الحقب المختلفة وحتى يومنا هذا منذ أقدم العصور بالثراء فى إنجازات الإنسان المصرى بوجه عام ووجه خاص فى سيناء، مضيفًا أنه منذ بداية الأسرة الأولى فى مصر كثف النشاط فى سيناء لاستخراج النحاس والفيروز حيث تشير إلى ذلك النصوص المصرية وفى الأسرة الثالثة شهدت اهتمامًا واضحًا فى سيناء، فقد عثر على نقوش للمك سانخت وعثر أيضًا على نقش فى عهد زوسر وهو يضرب الأعداء فى نقوش وادى المغارة.

وأهتم الملك "سنفرو" بتأمين المناجم والمحاجر فأقيمت الحاميات وحفرت آبار المياه على امتداد الطرق المؤديه إلى المناجم والمحاجر وعثر على مجموعة من النقوش من عهد سنفرو وصور سنفرو في سرابيط الخادم وهو يؤدب الخارجين على القانون والذين يهددون البعثات التعدينية.

وتعددت المناطق الأثرية فى سيناء وكانت العريش من أهم الموانئ المصرية القديمة وتل الشيخ زويد التي كانت إحدى المناطق الهامة على طريق حورس الحربي بين القنطرة وغزة، إضافة إلى بئر العبد وتل حبوه الذى عثر فيه على أكثر من قلعة ترجع لفترة الهكسوس ولا يزال العمل بها قائمًا حتى الآن، إضافة إلى القنطرة شرق والتى تقوم على أطلال المدينة القديمة ثارو وكان أقدم الحصون المدافعة عن حدود مصر الشرقية.

وعن المناطق الأثرية في سيناء، هناك منطقة سرابيط الخادم التى تضم المعبد الذى شيد لحتحور، إضافة إلى نقوش وادى المغارة وعثر فى هذه المناجم على حوالى 45 نقشًا يرجع إلى الدولة القديمة والوسطى والحديثة.
AHMED

Post Comment