أخبارنا

أستاذ آثار يكشف إنسانية الحضارة المصرية مع اليتيم..إيذاؤه جريمة والملوك يحمون حقه..l حوار خاص


 تميزت الحضارة المصرية عبر عصورها المختلفة بالمعاملة الإنسانية مع اليتيم ورعايته حق رعاية،ولا أقل من دليل علي ذلك أن الإساءة لليتيم كانت تعد من الذنوب الكبيرة في مصر القديمة،بل وصلت إلي حد التهمة التي لا يتمني أحد أن يوصم بها.

وبمناسبة يوم اليتيم الذي يحل غداً الجمعة ويواقق أول جمعة من أبريل كل عام،كشف د. أحمد بدران  أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة كلية الآثار جامعة القاهرة أن مصر القديمة إهتمت باليتيم وعملت علي رعايته.

وقال في حواره مع شبكة فكرتنا الإخبارية:عرف اليتيم في النصوص المصرية القديمة بإسم "نمح nmh"،وأيضا "تفن tfn"بمعني يتيم،وكانت رعاية اليتيم تمثل إلتزاما أخلاقيا وجزءا رئيسيا من الضمير الجمعي المجتمعي المستمد من العقيدة المصرية القديمة.

# المعبود حورس

 وتابع:كما أن المعبود حورس كان مثالا واضحا علي الطفل اليتيم وذلك بعد مقتل والده أوزير علي يد عمه ست وقامت برعايته أمه رمز الحنان والحب الوفاء للربة إيزيس بمعاونة مجمع الأرباب الذي حكم في نهاية الأمر بعرش مصر لحورس وريث أوزير وإقصاء ست بعيدا


# إيذاؤه جريمة

بل أكثر من ذلك أن المصري القديم كان ينفي عن نفسه جريمة إيذاء اليتيم أو إغتصاب ممتلكاته أو سلب ميراثه حيث ورد في كتاب برت إم هرو أي الخروج في النهار المعروف بكتاب الموتي وبالتحديد في الفصل رقم 125 الخاص بالإعترافات الإنكارية:"أنني لم أحرم اليتيم من ميراثه"


# والد اليتيم

كما أن المعبود آمون رب طيبة الشهير نعت بأنه زوج الأرملة ووالد اليتيم في إشارة واضحة إلي النظام الإجتماعي التكافلي التراحمي في المجتمع اقتداءا بالمعبود،كما ورد علي احدي الشقافات التي تؤرخ بعصر الدولة الحديثة:"بالنسبة لمن ليس لديه أطفال عليه أن يتبني يتيم ويقوم علي تربيته ورعايته".



كما ورد علي لوحة الهبة من عهد الملك أحمس الأول أنه أعطي الزوجة الإلهية أحمس نفرتاري العديد من الهبات والعطايا وذكرت أحمس نفرتاري حيث تمدح المعبود آمون قائلة:"لقد كساني بينما لم املك شيئاً واغناني بينما كنت يتيمة".


 # أطعم اليتيم

وأيضاً ذكر الملك أمنمحات الأول من الأسرة الثانية عشر عصر الدولة الوسطي في تعاليمه أنه:"أعطي السائل وأطعم اليتيم"،بالإضافة إلي أن نصوص السيرة الذاتية لحكام الأقاليم في مصر القديمة والذين هم بمثابة المحافظين في العصر الحديث،جميعهم ذكر أنه أعطي الأرملة وواسي اليتيم وكفكف دموع اليتيم وعمل علي رعايته



ويلاحظ من خلال النصوص المصرية القديمة أن رعاية الأرملة وحماية اليتيم وكفالته والإحسان إلي الفقير كانت محط إهتمام الملوك والحكام وأفراد الشعب المصري كله، وورد في تعاليم حينتي الثالث لولده مريكادع من عصر الإنتقال الأول:أن الأب خيتي يحث إبنه علي أن لا يرد الأرملة وأن لا يسلب جزءا من ممتلكات وميراث اليتيم".


ونفس الأمر أورده الملك أمنمحات الأول من عصر الدولة الوسطي ، بل إن الملك رميسي الثالث من الأسرة العشرين عصر الدولة الحديثة يذكر في نصوصه أنه أعطي إهتماما خاصة للعدالة ووضع نصب عينيه الأرملة واليتيم،وكان ذلك من فضائل الملك الحاكم وواجباته تجاه رعيته سيرا علي درب المعبود تجاه خلقه.


# الفلاح الفصيح

واضاف بدران:من افضل ما يروي عن اليتيم في مصر القديمة ما ورد في قصة الفلاح الفصيح التي تؤرخ بعصر الأسرة العاشرة العصر الإهناسي،حيث يخاطب "خو إن إنبو" المحمي من أنوبيست فلاح وادي النطرون الذي سلب من بضاعته عن طريق ناظر العزبة "جحوتي رنمتي نخت"فيتوجه بالكلام إلي المعبود أوزير قائلا"أنت والد اليتيم".

حوار / علاء الدين ظاهر
AHMED

Post Comment