أخبارنا

حكايات تاريخية عن عيد العمال.. I و"التزويغ"كان جريمة خطيرة في مصر القديمة


كشف مجدي شاكر كبير الأثريين أن عيد العمال فى أصله لعام 1869، حيث شكل العمال  تنظيم نقابى يكافح من أجل تحسين الأجور وتخفيض ساعات العمل، واتخذ التنظيم من 1 مايو يوما لتجديد المطالبة بحقوق العمال.

وجاء أول مايو ليشهد أكبر عدد من الإضرابات العمالية فى يوم واحد فى تاريخ أمريكا، إذ وصل عدد الإضرابات فى هذا اليوم إلى نحو 5000 إضراب للمطالبة بألا تزيد ساعات العمل على 8 ساعات.

وتظاهر العمال فى أول مايو لتخفيض ساعات العمل وكان شعارهم "8 ساعات للعمل - 8 ساعات راحة - 8 ساعات للنوم"،وفى أوروبا تمت الدعوة لمظاهرات متزامنة مع المظاهرات الأمريكية فى عدد من المدن الأوروبية، من أجل المطالبة بقانون يحدد ساعات العمل بـ8 ساعات، وأخذت الحكومات تحول احتفال الأول من مايو من يوم احتجاج وصراع طبقى إلى يوم استيعاب وتعاون.

وفى مصر كان هناك تراث عمالى مستقل للاحتفال بعيد العمال، بدأ فى 1924، إذ نظم عمال الإسكندرية احتفالاً كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة،ومع وصول الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للسلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية، أخذت المناسبة شكلاً رسميًا وتم استيعابها.

وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية، يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام النقابيين وقيادات العمل،ولكن نحن فى مصر بدأنا ذلك مبكرا من حيث تنظيم العمل والعمال مما أنتج حضارة كانت محط أبهار العالم أجمع .

كان نظام العمل نظاما صارماً كان صعبا إلي حد ما مما جعل المؤرخ "هيرودوت" يشير خطأ بأن المصريين استخدمهم الملوك في السخرة  , موضحا ان التأخير عن العمل أو المشي مبكرا ( التزويغ ) كان جريمة خطيرة.

 ويعاقب العامل بالحبس ستة اشهر أو العمل بالسخرة أو الغرامة، وفي بردية بمتحف بروكلين تتحدث عن سجن امرأة عاملة في طيبة لأنها تركت عملها المكلفة به وهربت خارج البلد، ولكن بسبب ظروف مرض أحد أعضاء أسرتها تم إعفاؤها من السجن .

وكانت الدولة  تلجأ لاستخدام العمال في مشاريعها الملكية وقت الفيضان لان الزراعة في هذا الوقت لا تصلح , وكان الملك خوفو أحد الذين استخدموا العمالة وقت الفيضان في بناء الهرم الأكبر كما أشار لذلك المؤرخ اليوناني هيرودوت،وفي حالة التراخي والكسل كانت بالتهديد .

 ففي بردية برلين رقم 10643 ، والتي ترجع لعصر امنحتب الثاني وتؤرخ لمنتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد , يوجد بها رسالة أرسلها عمدة طيبة (الأقصر) إلي المستأجر المزارع " باكي  وفي هذه الرسالة يهدد عمدة المدينة عامله ويطلب منه عدم التراخي لأنه يعلم انه كسول ومغرم بتناول الطعام علي السرير.

وفي بردية آني هناك نصائح كثيرة تقدم للعامل عندما يتعامل مع رئيسه"لا ترد علي رئيسك الغاضب ودعه بطريقته " ،" تكلم بلطف عندما يتحدث بشدة فلطفك علاج يهدأ القلب ".

وكانت علاقة  الطبقة الغنية بالعمال في مصر القديمة تجاه العمال تتلخص فيما قاله "عنخ شاشانقي" في تعاليمه التي تؤرخ بأواخر العصور الفرعونية , وهو يوضح مدي استفادة الطبقة النبيلة من استخدام العامل واستغلاله فقال:"أعطي رغيفا إلي العامل تتسلم رغيفين من عمل يديه "،كما أكد علي التفرقة ما بين العامل ورئيسه أو رب العمل فقال :
" أعطي رغيفا إلي ذلك الذي يعمل , وأعطي رغيفين للذي يعطي الأوامر " .

بل أن تعاليم " بتاح حتب" ، التي ترجع لعصور أقدم بكثير من نصائح "عنخ شاشانقي نصحت بمعاملة العمال معاملة جيدة " لان ذلك سيكون مستحسنا من الإله بتاح اله العمال والحرفيين , ويري كبير كهنة أمون روما- روي ان التقرب إلي العمال يكون من خلال تجديد ورشة العمل التي يعمل بها العمال  وأوضح انه قام بإصلاح الورشة التي يعمل بها العمال وكانت جدرانها وأبوابها علي وشك الانهيار , فبعمله هذا جعل العمال يتحمسون للعمل.

وتابع ان الكاهن "باكن- خونسو " افتخر في تعاليمه بعلاقته الممتازة مع العمال عن طريق ما فعله لهم , فهو كان بمثابة الأب لهم , ويمد يديه إلي البائسين منهم , ويعطي القوت للمحتاجين منهم , وحتى الملك رمسيس الثاني لم ينس في احد لوحاته بان يظهر انه رجل ذو " ضمير اجتماعي" , وكان يوفر للعمال عامة كل ما يحتاجونه من مأكل وملبس ومشرب وخاصة عمال الحدائق والفخرانية وعمال تشييد السفن.

علاء الدين ظاهر
AHMED

ليست هناك تعليقات