أخبارنا

الكبـش كان جبلا وأصبح قلعة لإرتفاعه عن مستوى سطح الأرض..I قصة مكان


تمر السنوات لتصبح الأحداث والأماكن من التاريخ،وقد لا يبقي لها أثرا إلا حكايات عنها،وإحدي هذه الحكايات عن جبل الكبش وكشفها لنا الدكتور محمد عبد اللطيف، أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.

قال المقريزى أن الكبش جبل بجوار جبل يشكر وكان قديماً يشرف على النيل من غربيه،ولما اختط المسلمون مدينة الفسطاط بعد فتح أرض مصر صار الكبش من جملة خطة الحمراء القصوى وسمى بالكبش. والحمراء القصوى كانت خطة بنى الأزرق وبنى روبيل وبنى يشكر بن جزيلة ثم دثرت هذه الخطة بعد العمارة بتلك القبائل حتى صارت صحراء.

وتابع عبد اللطيف عن ما قاله المقريوي:فلما قدم مروان بن محمد – أخر خلفاء بنى أمية – إلى مصر منهزماً من بنى العباس نزلت عساكر صالح بن على وابن عون عبد الملك بن يزيد فى هذه الصحراء حيث جبل يشكر حتى ملأوا الفضاء وأمر أبو عون أصحابه بالبناء فيه وذلك فى عام 133هـ/ 750م.

ومنطقة جبل الكبش حالياً يطلق عليها اسم قلعة الكبش وذلك لتميزها بالارتفاع عن مستوى سطح الأرض فى الحى القريب منها وهو حى السيدة زينب بالقاهرة ، ويوجد فى هذه المنطقة واحد من أجمل الآثار الإسلامية فى مصر وهو خانقاة سنجر وسلار والمعروفة باسم جامع الجاولى وهو من منشآت أوائل القرن الثامن الهجرى ، وقد أنشاه الأمير سيف الدين سلار الناصرى فى سنة 703 هـ/ 1303 م وجددها سنجر الجاولى فنسبت إليه.

ولهذا المسجد تصميم شاذ عن تصميم المساجد والمدارس ولكنه أقرب إلى تصميم الخانقاة وتبلغ مساحتها 780 متراً مربعاً والواجهة البحرية لهذه الخانقاة تعد فريدة من نوعها إذ تشتمل على قبتين إحداهما أكبر من الأخرى وتجاورهما المئذنة ثم المدخل الرئيسى للخانقاة والذى يرتفع حوالى ثلاثة أمتار ونصف المتر من مستوى أرضية الشارع.

وتتميز مئذنة الخانقاه الجاولية بأنها شبيهة بالمبخرة وإن قاعدتها المربعة مبنية بالحجر وباقيها مبنى بالطوب وهذا الطراز فى قمم المآذن من مميزات المآذن الأيوبية والتى استمر فى عصر المماليك حتى منتصف القرن 8 هـ/ 14م. 

علاء الدين ظاهر
AHMED

ليست هناك تعليقات