بهدوء
بقلم - أحمد مصطفى الغر : -
■ لماذ نصرّ على أن نركز كل اهتمامنا على نقاط بعينها تخص من سيحكم مستقبلاً دون التطرق إلى ما هو أهم ؟ ، فبدلاً من أن نتساءل عن نزاهة الشخص و أهليته للمنصب وكفاءته .. نتساءل هل هو علمانى أم متدين ؟ ، بدلاً من البحث فى تاريخه المهنى .. نبحث عن مرجعيته الدينية وديناته.. فنسأل : هل هو مسيحى أم مسلم ؟ ، نصنع بأيدينا التمييز و جذور الفتنة ثم نتساءل من أيت تأتى ؟!
■ الاسلام بالأساس معتدل ، و كثرة استخدام مصطلح " الاسلام المعتدل " لم تأت إلا عندما ألصق البعض التطرف بالاسلام على غير الحقيقة ، المشكلة تكمن عندما يردد الكثير من النخبة و رجال الاعلام لدينا المزاعم والتصريحات الخبيثة للمسئولين فى الغرب حول الاسلام !
■ إنتخاب المواطنين فى تونس و المغرب و مصر للأحزاب الدينية و غير الدينية ينم عن أن الناخب يختار بإرادته و دون قدرة أحد على التأثير عليه لأن الناخب العربى فى بلدان الربيع واعى و يفهم أكثر ممن يحاولون التأثير عليه .
■ العيب كل العيب أن يتشدق الكثير من بغبغاوات الفضائيات بأن الناخب العربى " لا يعى .. ، لا يفهم .. ، أنه حديث العهد بالديموقراطية .. " ، ألم يقولوا فى زمن ما قبل ثورات الربيع العربى عن المواطن أيضا : " أنه كسول .. ، عاشق لاستبداد الحاكم .. ، هادئ لا يثور .. ، لا يعرف عن حقوقه سوى ما يهبه الحاكم منها .. " ؟!
■ منذ القد و نحن نطالب بأن تكون الانتخابات نزيهه و شفافة بحيث يصل صوت الناخب دون تغيير إلى من إختاره ليكون ممثلاً له ، و لكن بعد الثورات وعندما جاءت الفرصة لذلك ، إذا بالبعض يتحول كالحرباء فينتقد نتائج الألية الشرعية ــ أى الصناديق ــ و يثير المخاوف ممن فازوا ، فهل يريدون أن نعود إلى عهد التزوير مرة أخرى لكن هذه المرة من خلال إثارة القلق و المخاوف حول التيارات الفائزة للتأثير على نفسية الناخبين ؟!
■ أبدى وزير الدفاع الاسرائيلى " إيهود باراك" قلقاً شديداً من فوز الأحزاب الدينية فى دول الربيع العربى ، وكذلك معظم القادة فى دول الاحتلال الصهيونى ، أليس غريباً كل هذا القلق من مسئولى دولة قائمة بالأساس على المرجعية الدينية ، و الحكومة التى هو عضو فيها ألان تضم حزب دينى متطرف ؟!
■ أصبحت أشعر بالملل و الضيق من قراءة مقالات الرأى لكتاب كنت أحب القراءة لهم ، بأن تحولت مقالاتهم لساحات لتصفية الخلافات ، و التهجم عن هذا و ذاك ، و الدفاع عن مسئول و محاباة آخر ، و نفاق هذا النظام و ذم الآخر ، لقد تناسوا معايير القلم الصادق و الرأى المحايد !
Post Comment