أخبارنا

نساء المماليك سبقن إسبانيش العصر الحالي بالشربوش والبخنق والطرطور... l حكاوي وصور


رغم مشاغل الحياة وهمومها،الا أنه من الأشياء التي تحتل اهتماما كبيراً في حياة المرأة لفة الطرحة وأنواعها المتعددة ومنها ما يسمونه"إسبانيش"،لكن هذا ليس وليد اليوم ولا أمس بل يرجع إلي مئات السنين،حيث تعددت أنواع وأشكال أغطية الرأس للسيدات خاصةً في عصر المماليك،وهو ما كشفته لنا الدكتورة ولاء النبراوي مسئول التسويق والعلاقات العامة بالمتحف الإسلامي ورئيس قسم المعادن هناك،وذلك في دراسة قيمة لها بعنوان"المرأة في العصر المملوكي وأهم منشآتها الأثرية".


العصابة
عبارة عن شال أو قطعة من القماش علي شكل مثلث تلف حول الرأس ويكون طرفها للوراء،وكانت العصائب تزركش ويكتب عليها بالخيوط الذهبية،ويوجد لها مثال علي طبق من الخزف ذي البريق المعدني في المتحف الإسلامي،وكانت عصائب طبقة المماليك تطرز بالزخارف الجميلة،وتزين بالذهب واللؤلؤ،وقيل أن إحدي تلك العصائب بلغ ثمنها مبلغا مغالي فيه من المال فقد بلغت قيمتها زيادة علي مائة ألف دينار مصرية.

الشاش
من أغطية الرأس وهي عبارة عن عصابة تلبسها المرأة يكون أولها عند جبينها وأخرها عند ظهرها وشكلها مثل سنم الجمل،ويبلغ طولها نحو ذراع وإرتفاعها ذراع،وكن يبالغن في زخرفتها بالذهب واللؤلؤ،وقد وصفها إبن تغري بردي في عبارة من كتاباته،ونصها:وقد رأيت أن الشاش المذكور وكان علي صفة الحلي الذي تحلي به العروس،بل كان أكثر تعبا في تعديله.

الشربوش
أشبه بالتاج مثلث الشكل وكان يوضع علي رأس المرأة بدون عمامة،وقد أشار المقريزي إلي سوق الشربشين ويباع فيه الخلع التي يلبسها السلطان والأمراء والوزراء والقضاة،وعرف هذا الإسم نسبة إلي الشرابيش،وقد أبطل الشربوش في الدولة الجركسية،وحلت محله الطواقي ذات الألوان الخضراء والحمراء والزرقاء،وقد أقبلت النساء علي إرتدائها وعلل المقريزي ذلك بقوله:"أنه ساد في أهل الدولة محبة الذكور فقصد نساؤهم التشبه بالذكور ليستملن قلوب رجالهن فإقتدي بفعلهن في ذلك نساء البلد".

المقنعة
هي من الحجب التي كانت تضعها النساء فوق وجوهها وعرفت بالقناع"البرقع الأن"،وكانت تصنع من قماش وتثبت تحت إزار المرأة وبعد أن تلف وجهها تماما والطرحة التي توضع فوق الرأس كانت تنسدل علي الوه فتخفيه عن أعين الرجال الفضوليين،وقد تفاوتت أسعار الطرحة والمقنعة في تلك الفترة ما بين الخمسة والعشرين ألف دينار،وقد إستحدث المقنعة في عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون وبلغ ثمنها العشرة ألاف دينار وربما أٌقل من ذلك.

العمامة
قطعة من القماش تلف حول جزء من الأزر الذي يغطي الشعر ومن المحتمل أنها تشبه في هيئتها تلك التي تستعملها البدويات في وقتنا الحالي،فقد كانت عمائم النساء مثار جدل ونقد شديدين علي الرغم من أنها لم تكن تلبسها بصفة مستديمة،ففي شهر محرم سنة 666 هجري / نوفمبر 1263 ميلادي في عهد السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس صدر مرسوم يحرم علي النساء لبس العمامة،وقد أشار إحد المؤرخين بإشمئزاز إلي نساء عصره في القرن 8 هجري/ 14 ميلادي إستعمالهن العمائم التي كانت علي هيئة سنم الهجين المزدوج.

الطرطور
هو طرطور طويل تغطيه أزار فوقاني،ويستخدم كلباس للرأس خاص بالسيدات وقد وصفه أحد المؤرخين وقال أن النساء يلبسن شيئا طويلا فوق رؤوسهن علي هيئة القدح أو الكأس الكبير وملفوف بقماش ثمين فخم مزين بزخارف.

الطاقية
قطعة صغيرة من القماش تلبس تحت العمامة ولعلها من أصل فارسي،ويبدو أن إستعمالها كان نادرا إلي حد ما وقد ظهرت مع الملابس التي تضمنتها قوائم الجهاز بالجيزة،وقد وصل سعرها إلي ما بين دينار ودينارين،وكان إرتفاع الطاقية نحو ثلثي ذراع ولها قمم علي شكل القباب محشوة بالورق ومزينة بفراء القندس بإتساع ثمن ذراع تقريبا،وفي سنة 830 هجري / 1426 ميلادي عين ناصر الدين بن شبل محتسبا للقاهرة فأصدر أمرا بمنع النساء من إرتداء الطواقي.

البخنق
من أغطية الرأس صغيرة الحجم التي شاع إستخدامها،وكانت تصنع من القماش الهرمزي وورد ذلك في صفحة 104 من الجزي الثاني من الخطط للمقريزي ،والبخنق في الغالب عبارة عن خرقة تلبسها المرأة فتغطي رأسها وتخيط معها خرقة علي موضع الجبهة،ويقال للمرأة التي ترتديه تبخنقت،وبعضهم يسميه المحنك،والبخنق يغطي العنق والصدر.



علاء الدين ظاهر




AHMED

ليست هناك تعليقات