أخبارنا

عمواس والجارف والأعظم.. أشهر الطواعين التي حدثت في التاريخ..l من التراث الإسلامي 3


 قالت د.سحر وزيري باحثة ومفتشة آثار إسلامية وقبطية بمنطقة آثار نجع حمادي أنه من أشهر الطواعين التي وقعت في فترات التاريخ الإسلامي طاعون عمواس 18هـ/693م.

# عمواس
وقالت أنه حدث في زمن عمر بن الخطاب،وسمي نسبة إلى بلدة صغيرة يقال لها عمواس بين القدس والرملة لأنها كانت أول ما نجم الداء بها.

وتابعت: ثم انتشر منها في عموم الشام وكان حصول الطاعون في ذلك الوقت بعد المعارك الطاحنة بين المسلمين والروم وكثرة القتلى وتعفن الجو وفساده بتلك الجثث، ووفقاً لما اوردته المصادر التاريخية فقد حصد هذا الوباء وقتها نحو 30 ألفاً من المسلمين .

 واستشهد علي إثره مجموعة من كبار الصحابة من بينهم أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل.

#الجارف
وفي سنة 69هـ/688م حدث الطاعون الجارف في البصرة في زمن عبد الله بن الزبير،وسمي بالجارف لكثرة من مات فيه فقد اجترف الموت فيه الناس اجترافاً كالسيل.

ويذكر ابن حجر العسقلاني انه في سنة 131هـ/748م حدث طاعون مسلم بن قتيبة والذي سمي باسم أول من مات به وقد وقع هذا الطاعون في البصرة

 واستمر لثلاثة أشهر واشتد في رمضان حيث كان يحصى في بعض الأيام ألف جنازة أو يزيد ، وورد في كتاب البداية والنهاية لابن كثير أنه عندما اجتاح المغول بغداد ودمروها في سنة 656هـ/1258م “تعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد وانتشر القتلى في الطرقات كأنها التلول .

وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطاعون” .

#الأعظم
وبحسب دراسة بعنوان الأوبئة وأثارها فى بلاد الشام فى عصر المماليك الجراكسة لمبارك محمد الطراونة أنه في عام 748هـ/1347م تعرضت بلاد الشام ومصر واوروبا لطاعون اجتاح معظم مناطقها وقد أطلق عليه اسم “الطاعون الأعظم” لسعة انتشاره وشدة فتكه وأفنى هذا الطاعون سكان مدن حلب ودمشق والقدس والسواحل.

 وقد انتقل هذا الوباء الى مصر من خلال طرق التجارة العالمية آنذاك حيث حط رحاله فى الإسكندرية من خلال مراكب التجار،ثم عم القاهرة والدلتا والصعيد واستمر لمدة أربعة أشهر حتى قتل الآلاف الناس .

ويذكر إن سرعة وانتشار الموت أربكت الناس فلم يعودوا قادرين على دفن موتاهم بطريقة مناسبة وأن أماكن تغسيل الموتي والتوابيت أصبحت بغير أجرة وانتزع الناس الأبواب والأسرة والسلالم حتى يضعوا الموتى عليها، وانقسم الناس بين مغسل للموتى وبين من يصلي عليهم ويدفنهم.

#إهمال
وأثناء الحكم العثماني طوال أربعمائة عام عاشت المدن العربية الكبرى مثل القاهرة ودمشق وحلب وبغداد انتشاراً مكثفاً للأوبئة فيها وخاصة الطاعون وكان ذلك نتيجة إهمال العثمانيين لتلك المدائن على مستوى النظافة العامة، وقصر مجهوداتهم على انتقاء السبل المثلى لتصفيتها مما تمتلكه من ثروات مادية أو بشرية .

ويذكر عبد الرحمن الجبرتي في كتابه عجائب الآثار في تراجم الأخبار انه في العام 1616م أثناء حكم الوالي العثماني أحمد باشا الدفتردار تفشى الطاعون في كل مكان وقفلت الأسواق بمصر والقاهرة إلا أسواق الأكفان واستمرت تلك الشدة شهرين.

علاء الدين ظاهر
AHMED

ليست هناك تعليقات