مسجد وخانقاة وضريح..نساء بنين عمائر لخير الدنيا وثواب الآخرة ..l الست مملوكية 7
كشفت نادية طه عبد الفتاح الباحثة الأثرية بالقاهرة التاريخية لشبكة فكرتنا الإخبارية مزيدا من الأسرار والحكايات عن المرأة وأشهر الشخصيات النسائية في العصر المملوكي.
وقالت أنه من أهم المنشآت التي أمرت بإنشائهن نساء البلاط المملوكي فقد تعدد منشآتهن منها ضريح الصالح نجم الدين أيوب والذي أنشأته "شجر الدر" بالإضافة إلى ضريحها التي قامت بإنشأه في حي الخليفة.
بالإضافة إلى ضريح شجر الدر هناك ضريح فاطمة خاتون الموجود بشارع الأشرف بالقرب من المشهد السيدة نفيسة أمر بتشييده الملك المنصور قلاوون لزوجته التي تُوفيت عام 1284م، ودُفن في نفس القبة ابنها الملك الصالح لذلك عُرفت هذه القبة بالقبة الصالحية.
إلى جانب المنشآت الضريحية فقد تم إنشاء جوامع منها جامع الست مسكة الذس يقع في شارع بورسعيد، والست مسكة كانت مربية السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، قدمت إلى مصر مع أميرة مغولية أسمها "أشلون خوند" أصبحت فيما بعد زوجة للمنصور قلاوون والد الناصر محمد.
وكان اسمها عند مجيئها إلى مصر جُلشانة ثم عُرفت فيما بعد باسم الست مسكة، وكانت شديدة الحزم في تربية الناصر محمد وهو طفل وبفضل ذكائها أستطاعت أن تأخذ البيعة للناصر ليصبح سلطاناً على مصر، وقد أوكل لها السلطان تدبير أمور نسائة وعندما تقدمت الست مسكة في السن أصبحت قهرمانه القصر، يأخذ برأيها في الأعراس السلطانية والمهمات الجليلة.
وقد استطاعت الست مسكة أن تجمع ثروة كبيرة من الهدايا والأموال التي كان يقدمها السلطان أو الحاشية لها ومن هذه الأموال وهبت الكثير منها للفقراء ولأعمال البر، وقد حفظت الست مسكة الود لأبناء وأحفاد الناصر محمد حتى عندما أراد المماليك خلع ابنه الناصر حسن في الحكم ووضعه في السجن أصرت على ملازمته في سجنه حتى انتهي بها الأمر وماتت في السجن.
وهناك نساء من القصر أمرن بإنشاء خانقاة "اي بيت الصوفية" منهن خوند الكبرى طغاي زوجة السلطان الناصر محمد بن قلاوون التي أمرت بإنشاء خانقاة بالصحراء بالقرب من البساتين، وكانت بديعة الجمال ورأت ما لم تناله غيرها من نساء القصر فلم يدم السلطان على حب إمرأه سواها وصارت خوند الكبرى.
هذا بخلاف المنشآت الدينية فهناك منشآت تعليمية أنشأتها الأميرات مثل مدرسة تتر الحجازية بعطفة القفاصين بالقرب من قسم الجمالية، وتتر الحجازية هي ابنه الملك الناصر محمد بن قلاوون وزوجة بكتمر الحجازي لذلك عُرفت باسم الحجازية نسبة إلى زوجها، وجعلت هذه المدرسة لتدريس المذهب الشافعي والمالكي.
كما أهتمت بعض زوجات السلاطين بإنشاء مباني خيرية مثل رباط زوجة السلطان إينال وهي الخوند زينب الملقبة "بالجهة الشريفة ذات الستر الرفيع والحجاب المنيع"، وكانت من آجل الخوندات قدراً ومقاماً، حظيت في دولة زوجها السلطان إينال العز والعظمة حتى أصبحت تُدبر أمور المملكة من ولاية أو عزل ولم يتزوج السلطان غيرها، وتوفيت عام 884هـ/1479م، والرباط الذي أمرت بإنشاءه يقع بباب الشعرية في حارة الرباط وهو مكان مخصص للفقراء والعتقاء.
ومن المنشآت الهامة في الآثار الإسلامية منزل زينب خاتون الذي يقع في زقاق العنبة خلف الأزهر، وينسب إلى زينب خاتون ابنه عبد الله البيضا معتوقة محمد بك الألفي، وزوجة الشريف حمزة الخربوطلي أحد كبار رجال الدولة ولم تنجب منه أبناء، ولُقبت بالمصنوة خاتون وكان هذا المنزل ملك خوند شقرا ابنه الناصر حسن بن الناصر محمد بن قلاوون وانتقلت ملكيته من شخص إلى آخر حتى وصلت إلى زينب خاتون فاعُرف باسمها
علاء الدين ظاهر
Post Comment