الطاعون مرض العصر بمصر القديمة..باحثة تكشف كيف ارتبط بظهور الفئران وغضب سخمت ..l تفاصيل
كشفت آيات عبد العزيز حسيب باحثة دكتوراة بكلية الآثار جامعة القاهرة وأمين متحف بالمتحف المصري الكبير أن مرض الطاعون من أكثر الأمراض الوبائية الي انتشرت عند المصري القديم وجاء ذكره كثير في البرديات.
# أمراض نادرة
آيات أجرت بحثا عن الأمراض والأوبئة في مصر القديمة،وكشفت خلاله أن المصري القديم عرف العديد من الأمراض ومنها ما كان نادرا وتلعب فيه المرحلة العمرية والعوامل البيئية دورا مهماً،علي عكس الأمراض المعدية الوبائية، فكانت منتشرة بشكل كبير .
وهي الأمراض التي ننتقل من شخص لأخر أو من حيوان لأخر أو من حيوان لإنسان، والتي كانت سريعة الانتشار مثل أمراض الطاعون والملاريا والجدري والجذام وغيرها من الأمراض ، وذكر في هذا التقويم أكثر من مرض والتي تعد من الأمراض الخطيرة، مما يدل علي انتشارها في ذلك الوقت.
#أسماء الطاعون
عرف هذا المرض بعدة أسماء أطلقت عليه إلي جانب معني الوباء،فأحيانا كان يسمي"النكبة، البؤس، آسى، الفقر، حاجة، نقص، بلاء، كارثة، ضرر"،وكان أحياناً يسمي وباء السنة،وذكر هذا المصطلح كثيرا في النصوص الطبية ويشير إلي"وباء العام أو الوباء السنوي"
# سخمت أو باستت
وهذا المرض ذكر في المصادر المصرية مرتبطاً بالربة "سخمت"التي كانت تمثل الغضب الإلهي،ويذكر Schenkel أن من احد مسببات الأمراض الرطوبة المرتفعة والحيوانات النافقة،ويري Leitz إن مرض الطاعون يحدث عن طريق "رسل سخمت أو باستت"،وان المعبودات لابد أن تحمي البشر منها.
كما يعتقد أيضاً أن من بين أعراض هذا المرض ظهور طفح جلدي"دمامل"،فيشعر المصاب وكأنه أصيب بلدغ ثم يظهر مكانه الدمل،ويريGyӧry أنه كان لا يعني مرضا واحدا لكنه مجموعة من الأمراض الخطيرة سريعة الانتشار عبر الهواء، وإنها كانت عنيفة ومخيفة، وامن أشهر أعراضها ارتفاع حرارة الجسم وضعف القلب .
#قصة سنوهي
ويرجع أقدم ظهور لهذا المصطلح في النصوص المصرية إلي " قصة سنوهى"، من عصر الدولة الوسطى، فيذكر سنوهى:"انه المعبود الطيب الكائن خوفه خلال البلاد الأجنبية مثل سخمت (في) عام أو سنة الوباء".
وهذا المصطلح يشير هنا إلي حادث خطير في هذا العام، ولذلك ربما كان يستخدم هذا المصطلح في النصوص الملكية ليشبه الخوف من أي ملك بالخوف بربة الوباء (سخمت) في هذا العام، وهو ما يدل علي مدي خطورته وقوته.
#ظهور الفئران
وإعتقد المصري القديم أن السبب الأساسي في انتشار هذا المرض هي (الفئران)، حيث كان انتشارها في البلاد من أسوا الأيام، وكان ينبغي ألا يتم النظر إليها في اليوم 12 من شهر "طوبة"،حيث كانت تحمله الفئران وتنقله إلي الإنسان.
والسبب في ذلك جفاف الأراضي الزراعية وتشققها وانطلاق الفئران منها، حيث ارتبط الطاعون بظهور هذه الفئران، وكان انتقال العدوى منها للإنسان يتم بواسطة البراغيث التي تترك الفئران المصابة وهي علي وشك الهلاك، لتنتقل إلي الإنسان .
كما أن هذا المرض ارتبط بالربة سخمت فرسلها كانوا يطلقون سهاما من أفواههم لكي ينشروا المرض بين الناس ،ولذلك حذر من النظر إلي الفئران أو اقترابها من المنازل ولذلك ارتبطت بأيام النحس بشكل كبير.
# حرارة عالية
وكشفت الباحثة عن أعراضه حينها،حيث يصيب الإنسان بحمى حادة"درجة حرارة عالية"،و التهاب في الغدد الليمفاوية (عادة ما يتواجد علي أعلي الفخذ، ولكن ممكن أن يتواجد علي الرقبة وتحت والإبطين)، ومصحوبا بنزيف ونقرسة الدمل، وإذا اخترق هذه الغدد يدخل الدورة الدموية يحدث تسمم دموياً، وينتهي غالباً بالوفاة .
# الحظ والنحس
أشارت تقاويم أيام الحظ والنحس للفترة التي يحدث فيها هذا المرض وهي الفترة التي تقع بين(اليوم 20) من الشهر الثالث من فصل الفيضان وحتى(اليوم 19) من الشهر الأول من الشتاء، وهي الفترة التي يبدأ فيها فيضان النيل في الانحسار، ولذلك تنبأ المصري القديم أن كل من سيولد في اليوم 20 من المحتمل أن يموت بالطاعون أو الوباء.
علاء الدين ظاهر
Post Comment